“نور الدين تابرحة ” , بطل في زمن الرداءة
في زمن تبرز الرداءة على ملامح كل المجالات يكون أمثال الفنان التشكيلي نورالدين تابرحة ابطالا خارج كل الأساطير ,ابطالا واقعيين لم و لن تخلو من أمثالهم عوالم تحاصرها آفاق اللا قيم التي تريد فرض نفسها .
نورالدين تابرحة الفنان التشكيلي ابن بسكرث البار صاحب الهم و القضية المناضل الرائد في نشر قيم الحب و السلام في خرجة لم تفاجئ متابعيه أكد التزامه بالقضايا العادلة أو بالأحرى كرس التزام الفن بالحق مطلقا حيث قرر الفنان مقاطعة كل المؤسسات العمومية و نشاطاتها في بيان أكد فيه التعبير عن احتجاجه على القرار المُخزي و الجائر للبرلمان الجزائري الرافض للمقترح المتعلق بتعليم الأمازيغية و ترقيتها بكل تفاصيله ,بأسلوبه المتمدن و المعبر عن روحه الفنية الراقية .
الفنان التشكيلي تبرحة بمقاطعته للمؤسسات العمومية لم يتنصل لقيمه الفنية لإرتداء جبة المناضل بل ككل فنان متسامي مع و بفنّه أعلن إلتزامه الإنساني و الوطني ثائرا على الارادة القمعية و النزعة الواضحة الخلفيات لتطبيع واقع التهميش الممنهج لهوية شعبه الامازيغي خصوصا و الجزائري أو المغاربي عموما متجاوزا كل الحجج الانبطاحية كالبحث عن منابر للتعبير او العوائد الاقتصادية و المعنوية مجسدا بموقفه قول السيد المسيح “ليس بالخبز و حده يحيا الانسان”فما بالك بالفنان و أي فنان .
نورالدين تابرحة بموقفه الأخير عبر عن مسيرة طويلة كان قد خاضها في تجارب أخرى سابقة حيث حدث و أن قاطع فعاليات “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”احتجاجا على السرقة الموصوفة و الطمس المتعمد لكل هوية سيرتا التاريخية و قاطع مهرجان الشعر العربي ببسكرث تنديدا بالاقصاء التام للأمازيغية من النشاطات و الفعاليات الادبية وليس غريبا على تابرحة الذي التزم و منذ بدايات تجربته الفنية على التصريح و الاعلان الفني عن هويته بريشته و ألوانه و كل أدواته الابداعية حيث من الجلي و الواضح في كل أعماله من لوحات أو منحوتات التعلق الأصيل و المتجذّر بهويته و تشربه بكل أبعادها الثقافية و الإبداعية دون إغفال قيّمه الفنية و الانسانية التي لم تمنعه رهافتها من إتخاذ مواقف قوية لتكرسه كمناضل صادق و وفي لمبادئه .
بموقف الفنان نور الدين تابرحة نعرف انه حين يعبر الفنانون و المبدعون الحقيقيون عن التزاماتهم كأفراد في مجتمعاتهم ناطقين بقيمها الحقيقية و مسطّرين أوجاعها صرخات فنية سواء بإبداعاتهم أو مواقفهم فهم يعلنون عضويتهم في هذه المجتمعات بمآسيه و تطلعاته و أكيد لن يداري التهميش قاماتهم و لا اللامبالاة الرسمية و الاعلامية تستطيع أن تمحو ذكراهم ولنا في ضحايا الماكارتية الخالدون كشارلي شابلن شهادة .
موح ترّي