متى سيصحح الإيركام اسم بلدنا من “لمغريب” إلى “موراكوش”؟
الاسم الأمازيغي للمغرب هو Murakuc (موراكوش).
ولكن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) ما زال مصرا منذ تأسيسه في 2001 على استعمال وترويج الاسم الدارجي (المأخوذ من اللغة الدارجة) للمغرب ألا وهو “لمغريب” الذي يكتبه الإيركام هكذا بالحرف التيفيناغي: ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (لمغريب) أو هكذا: ⵍⵎⴰⵖⵔⵉⴱ (لماغريب). ويروج الإيركام هاتين الصيغتين التيفيناغيتين في كل مكان إلى حد يومنا هذا في عام 2020 ويتجاهل عمدا الاسم Murakuc.
والمعلوم أن “مراكش” كان اسم المغرب بالعربية لدى العرب إلى الثمانينات. وما زالت اللغات الفارسية (إيران) والأردية (باكستان) والبنجابية (الهند وباكستان) والبشتونية (أفغانستان) تسمي المغرب بـ”مراكش”. واللغة الأزربيجانية تسمي المغرب Mərakeş (الأزربيجانية مكتوبة بالحرف اللاتيني وهي لغة شقيقة للغة التركية ومستعملة في دولة أزربيجان). كما أن الأسماء الأوروبية للمغرب Morocco وَ Maroc وَ Marruecos وَ Marocco وَ Marokko وَ Marroc وَ Marrocos كلها مشتقة من “مراكش”.
وهنا نقطة محورية هامة يجب على القارئ أن يفهمها وهي: إذا كان مستعملو اللغة العربية بالمغرب وخارجه قد انتقلوا في تسمية هذا البلد من “مراكش” سابقا إلى “المغرب” حاليا فهذا تطور خاص باللغة العربية وليس ملزما للغة الأمازيغية. اللغة الأمازيغية ليست ملزَمة باقتفاء أثر التغيرات والتشقلبات الاصطلاحية التي تحدث في اللغة العربية أو غيرها من اللغات. وإنما اللغة الأمازيغية لغة مستقلة بذاتها لها أسلوبها في تسمية الأشياء. إذن إذا أراد مستعملو العربية أن يسموا هذا البلد بـ”المغرب” وليس “مراكش” أو أراد الناطقون بالدارجة تسميته بـ”لمغريب” فهذا شأنهم ولا يلزم الأمازيغية إطلاقا. فالاسمان “المغرب” و”لمغريب” ليسا أمازيغيين بل هما عربيان. وإنما الاسم المتوافق مع اللغة الأمازيغية هو Murakuc.
عجيب حقا وغريب حقا وصادم حقا أن يهمل الإيركام الاسم الأمازيغي للمغرب (Murakuc) ويروج بدله الاسم الدارجي “لمغريب” المكتوب بحرف تيفيناغ والذي ينتمي إلى اللغة الدارجة!
هذا الدور الغريب العجيب والسلبي الذي يقوم به الإيركام يستمر وسط صمت قبوري مقابري مطبق من طرف الحركة الأمازيغية وبقية المثقفين والمهتمين باللغة الأمازيغية.
ويزداد الطين بلة مع جهل الغالبية الساحقة من المغاربة (وعلى رأسهم المتعلمون الناطقون بالأمازيغية) جهلا مطبقا بحرف تيفيناغ وعدم قدرتهم على قراءة أي شيء مكتوب بحرف تيفيناغ.
فلو كتبنا كلمة “بوليزاريو” بحرف تيفيناغ هكذا ⴱⵓⵍⵉⵣⴰⵔⵢⵓ على كل أبواب إدارات المغرب فلن تنتبه إليها الغالبية الساحقة من المغاربة، بل ربما سيقول لك البعض: شوف! ها هي الأمازيغية! إنها رائعة!
أما لو كتب الإيركام والدولة اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني (فكتبوا مثلا اسم المغرب هكذا Lmeɣrib أو Lmaɣrib) فسينتبه إلى ذلك الجميع بمن فيهم المغاربة الغير الناطقين بالأمازيغية لأن الحرف اللاتيني مقروء بسهولة من طرف كل المتعلمين صغارا وكبارا، وبالتالي فذلك الخطأ أو الشطط في كتابة الأمازيغية سينتبه إليه المغاربة بسرعة أكبر وسيتم تصحيحه بسرعة إلى Murakuc. أما الآن وقد تم تشفير اللغة الأمازيغية بحرف تيفيناغ فلا أحد يهتم بالمضمون لأن حرف تيفيناغ شفرة مستعصية مستغلقة على الجميع.
وهنا تبرز ضرورة وأهمية استعمال الحرف اللاتيني في تسهيل وترويج اللغة الأمازيغية وجعلها مقروءة من طرف كل المغاربة بسهولة وفعالية.
والمقصود بالحرف اللاتيني في كتابة الأمازيغية هو الحروف الـ 35 التالية:
abcčdḍeɛfgǧɣhḥijklmnoqrřṛsṣtṭuwxyzẓ
كل لغة لديها طريقتها الخاصة في كتابة أسماء البلدان وبقية الأشياء. وهكذا فإن اللغة الأمازيغية تملك الأسماء التالية للبلدان الأمازيغية:
Murakuc (المغرب). Dzayer (الجزائر). Tunest (تونس). Libu (ليبيا). Cengiṭ أو Agawej (شنقيط أو موريتانيا).
– ملاحظات هامة حول اسم تونس: كلمة Tunest يستعملها حاليا سكان منطقة ورگلة Waregla الجزائرية الناطقة بالأمازيغية لتسمية تونس. والأرجح أن Tunest هو الاسم الأصلي لتونس وأن التاء الأخيرة سقطت من الاسم Tunest لاحقا كتحور طبيعي مع استعراب تونس. انظر الصفحتين 191 وَ 210 من القاموس القاموس الورگلي الأمازيغي الفرنسي Dictonnaire ouargli – français الذي ألفه ونشره الباحث Jean Delheure عام 1987.
– ملاحظات هامة حول اسم ليبيا: اسم قبائل ليبو Libu أو LBW هو اسم ذكره القبطيون القدامى بصيغة RBW كاسم لشعب وبلاد ليبيا الحالية، علما أن الكتابة القبطية الهيروغليفية القديمة ينعدم فيها أي رمز خاص بصوت L فيكتبونه R. واستعمل الإغريق والرومان اسم Libya لتسمية عموم بلاد الأمازيغ أي شمال أفريقيا. وذكر الإغريق والرومان أيضا قبائل MAZICES [مازيكيس] في المنطقة بجانب الليبيين.
– ملاحظة حول Cengiṭ: بلاد شنقيط سميت على المدينة الصنهاجية التاريخية في موريتانيا المسماة Cengiṭ شنگيط. وهذه المدينة الأمازيغية مصنفة حاليا من طرف UNESCO كتراث عالمي.
ونكتب الاشتقاقات من الاسم Murakuc كما يلي:
MURAKUC = المغرب.
AMURAKUCAN = المغربي / مغربي.
IMURAKUCANEN = المغربيون / المغاربة / مغاربة.
TAMURAKUCANT = المغربية / مغربية.
TIMURAKUCANIN = المغربيات / مغربيات.
TAMURAKUCA = الطابع المغربي للشخص أو الشيء (تامغرابيت).
ASMURAKUC = المغربة (تحويل الشيء إلى شيء مغربي).
ANMURAKUC = التمغرب (التحول إلى شخص أو شيء مغربي).
إذن فعندما نكتب باللغة الأمازيغية فإنه يجب أن نكتب أسماء البلدان (وعلى رأسها اسم المغرب) بالطريقة الأمازيغية وبالتسمية الأمازيغية وليس باللغات الأخرى. والدارجة ليست لغة أمازيغية، وإنما الدارجة لغة مستقلة قائمة بذاتها تملك لهجاتها الخاصة بها وهي: الجبلية، الدكالية، الوجدية، المراكشية، الحسانية.
فلماذا يصر الدكتور أحمد بوكوس عميد ومدير معهد الإيركام على ترويج الاسم الدارجي ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (لمغريب) بدل الاسم الأمازيغي Murakuc للمغرب، في كتب ومنشورات الإيركام؟
أين الحركة الأمازيغية؟ واش فراسها هاد شّي؟
ما رأي الأستاذ أحمد أرحموش في هذه المهزلة اللغوية؟
ما رأي الأستاذ محمد بودهان في اسم المغرب بالأمازيغية؟
ما رأي الأستاذ أحمد عصيد المشتغل داخل الإيركام؟
ما رأي الأستاذ رشيد الراخا رئيس “التجمع العالمي الأمازيغي”؟
هل يعقل أن حتى أهل اللغة الأمازيغية من مناضلين ومثقفين وأكاديميين وإعلاميين لا يستطيعون كتابة اسم المغرب بالطريقة الأمازيغية الصحيحة المنسجمة مع اللغة الأمازيغية ألا وهي: Murakuc (موراكوش)؟
واش حتّى سّميا لمازغيا ديال لبلاد حصلنا فيها؟!
لماذا تحرص كل وزارات المغرب الداخلية والخارجية والفوقية والتحتانية على كتابة اسم المغرب بشكل يحترم كل لغات العالم باستثناء اللغة الأمازيغية؟
فالإيركام وبقية مؤسسات ووزارات الدولة يحرصون حرصا عظيما على كتابة اسم المغرب: Maroc بالفرنسية وَ Morocco بالإنجليزية وَ Marruecos بالإسبانية و”المغرب” بالعربية في احترام تام لخصائص وقواعد تلك اللغات. أما حين يتعلق الأمر باللغة الأمازيغية فإنهم يلصقون بالأمازيغية اسما دارجيا ينتمي إلى اللغة الدارجة ألا وهو ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (لمغريب) أو ⵍⵎⴰⵖⵔⵉⴱ (لماغريب) متجاهلين الاسم الأمازيغي للمغرب الذي هو Murakuc.
هل هذا شيء طبيعي؟! هل هذا معقول؟!
لماذا الحركة الأمازيغية ساكتة صامتة واجمة؟!
لماذا الجميع ساكت واجم وكأن على رؤوسهم الطير؟!
لماذا لا يجرؤون على انتقاد الإيركام على كبواته وسقطاته الكثيرة وعلى رأسها اسم المغرب؟!
هل أصبح الآن حتى اسم المغرب بالأمازيغية طابو من الطابوهات لا يجرؤ على مناقشته أحد؟!
مبارك بلقاسم –المغرب
tussna-tamazight@outlook.com