عملية نهب جديدة في بلاد إيشاويَّن؟
لاتزال عمليات نهب المواقع التاريخية قائمة ببلاد إيشاويَّن، وآخرها سرقة فسيفساء معروفة باسم “فسيفساء النمرة”. يرجع إكتشافها لبضع سنوات خلال عملية حفر آبار قام بها أحد فلاحي منطقة تازولت بولاية هباثنت (باتنا) قبل أن تتم دراستها في إطار علمي من طرف بعثة أثرية مكونة من باحثين جزائريين وفرنسيين.
بعد التنقيب تبين أن الفسيفساء كانت محفوظة بحالة جيدة وأنها جزء من من فيلا ذات بهو ذو أعمدة تتربع على مساحة إجمالية تفوق 700م². وتُظهر الفسيفساء نمرة تشرب النبيذ من وعاء على شرف الإله ديونيسوس أو باخوس. حسب البعثة العلمية المذكورة أعلاه، فإن الفسيفساء ترجع للقرن الثاني ميلادي، أي الفترة التي سبقت تحول تازولت لعاصمة إقليم نوميديا. وتكمن أهميتها وفق نفس المصدر في كونها دليل واضح على الطابع النوميدي في صناعة الخزف والفسيفساء. ويضيف فريق العمل ” الطابع المحلي لإنتاج الخزف (الفسيفساء) أدّى بنا لتطوير طريقة تسلسل زمني خاص بالمناطق الداخلية لنوميديا، وهو ماسيصبح بدون شك مرجع للمنطقة ككل ويسمح تفسير وفهم البعد الزمني لعمليات التنقيب الجديدة ، عمليات المسح و عمليات جرد المتاحف” (*).
الموقع الأركيولوجي الذي يحتوي على الفسيفساء متواجد في ضواحي مدينة تازولت على مقربة من الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين هباثنت وآريس، لم يستفد من أي حماية تذكر ضد عمليات السرقة التي تعرفها المنطقة منذ سنوات. وفي غياب أدنى بيان من السلطات المعنية، يصعب تحديد ماحصل تحديدا للفسيفساء ومعرفة ما إذا تعلّق الأمر بعملية نهب أم تخريب ناتج عن محاولة سرقتها.
باسم عابدي