تمثال الجنرال بيجو في بجايث (بجاية)
مؤكد سيثير العنوان حفيظة كل راكب على القيم الوطنية أو بالتدقيق كل ملخص للوطنية في حيز النوفمبرية الرسمية, فتمثال جنرال قوة استعمارية في عاصمة الموحدين استفزاز لكل حامل للقيم التحررية فما بالك بجاعلي الاستعمار الفرنسي رأس مال سياسوي, أما عن تشييد تمثال لغاز آخر وهو بابا عروج في مدينة الملك سيفاقس فيبدو أنها مقبولة على الأقل عند شريحة واسعة من الدزيريين .
المشكل ليس في الحساسية من تاريخ الإستعمارات المتلاحقة ما يجعلنا نشجب القبول بل و الترحيب بتمثال قرصان كان رأس الحربة في تغلغل استعمار دام اربعة قرون أكد فيها العثمانيون أنهم أسوأ أشكال الاحتلال بل سوء سيرتهم التي خطوها بالرؤوس المعلقة و الخوازيق التي يحاول البعض تمييعها لتبرير ولاءات إيديولوجية على الساحة الدولية, ولاءات تصل حد البيعة لرئيس دولة أجنبية ذات تاريخ و حاضر توسعي دموي كما أشرنا يشير الواقع و سينتقد البعض تحاملنا على الغزو التركي و اعتباره أسوأ أشكال الغزو بعد الغزو العربي و ردا للشبهات نورد مثال يردده الراضون بل و المعتبرون أن العثمانيين تجل مقدس في الأرض الشمال الإفريقية ما يرويه هؤلاء عن رد رئيس تركيا على سؤال صحفي عن كون الاحتلال العثماني احتلال أم لا حيث أفحمه كما يتصور “ﭭومية” ما بعد الاستقلال بكون الصحفي تكلم بالعربية لا بالتركية فلو كان العثمانيون احتلال كالفرنسيين لسألت بالتركية كما قال لكن ما يطمسه هؤلاء انه لا تواجد للتركية في حياة الدزيريين لان العثمانيين اهتموا بالخراج و جباية الضرائب المنقولة مباشرة للباب العالي و لم يفكروا في بناء و لا مدرسة و أكيد و لا جسر ولا شقوا طريقا واحدا فما بالك بالمدن عدى بعض مراكز الراحة للإنكشاريين حيث كان يكفي خان و خمارة و بيت دعارة لتسمى مركز استجمام انكشاري عكس الرومان و الفرنسيين وغيرهم من من تركوا بصمات حضارية ثقافية كانت أو مدنية أي أن غياب التركية من الخارطة اللغوية للدزاير مرده تجاهل كل أشكال التنمية و التعليم للسكان المحليين مقابل إفراط في جباية الضرائب حتى نكاد لا نفقه اليوم من التركية إلا كلمة خزناجي و مشتقاتها .
ليس غريبا أن يتم تدشين تمثال للجنرال بيجو في بجايث فقد سبق و أن دشنا تمثال عقبة و هو جنرال استعماري من حقبة اخرى في بسكرة و ما تمثال بابا عروج الا تتمة لسلسلة تكريم جزاري أجدادنا, لكن الراكبين على القيم الوطنية سيتدخلون بقوة للتفريق بين المحتلين فيبدو أن في منطقهم أنه يجوز للمسلم ما لا يجوز لغيره أي أن موافقة فرنسا طلب محمد علي باشا في غزو الجزائر بدلا عنها كان سيمحي فترة استعمارية من رد فعل غريزة التحرر لديهم لكن لما الافتراضات التاريخانية فالسؤال المباشر, هل سيرضون بغزو مغربي للدزاير أو ما الذي سيكون موقفهم في حالة محاولة أردوغانية لغزو الدزاير مجددا, فالإسلام أو الحداثة الديموقراطية و التمدين لا تبرر الاستعمار مهما كانت صادقة فما بالك حين تكون تورية و تعمية عن الأهداف الحقيقية .
المهم تبقى الخيانة لدى هؤلاء و جهة نظر مدعومة بشرعية سماوية أي أنها و جهة نظر غير قابلة للنقاش و تبقى عندنا الخيانة جريمة لا تتساقط بالتقادم و التاريخ سيصنف كلا في موضعه .
موح ترّي