بيان نشطاء إيشاويّن الأحرار حول ملتقى “جمعية أشراف الجزائر” في أفراقسو (بوحمامة)
لقرون استعملت الأنظمة الكولونيالية المتعاقبة، خرافات النسب الشريف لاستعباد إيمازيغن، وتحييدهم والتحكم فيهم. هذه الأنظمة التي زرعت أوليغارشيا ذات نسب خرافي، تحكمت في رقاب آبائنا وأجدادنا، وعملت على تجهيل إيشاويّن، ومؤازرة النظام العثماني في حربه عليهم، من أجل استنزاف ثرواتهم، ومارست الوساطة بين الإنسان وخالقه محتكرة الحقيقة والدين، ومكوّنة في أثناء ذلك ثروات هائلة من عطايا إيشاويّن الفقراء تقرّبا، ومنح السلطة الاستعمارية الفرنسية وامتيازاتها.
وها نحن اليوم بعد أن انقضى عصر الاستعمار، وعمّ نور الوعي بالذات والفكر والأدب والعلوم بلادنا، نقف أمام هكذا محاولات ساذجة صبيانية، لكنّها من الخطورة بمكان، لاختراق مجتمعنا وتأسيس جماعات ضغط ذات أجندات “أجنبية” بموافقة، نستغرب لها، من أجهزة الدولة.
بتاريخ 15/10/2015 حطّت جمعية وطنية معتمدة بصفة رسمية تسمّى جمعية “أشراف” الجزائر، رحالها بمدينة بوحمامة، لعقد مؤتمر فكري في الظاهر، لكنّ باطنه ممارسات قبلية، عرقية، دينية، عنصرية تهدف إلى وضع أساسات لوبي مكوّن من أفراد يدّعون النسب إلى أهل بيت الرسول، فاختارو لعضوية مكتبهم ببلدية بوحمامة، بانتقائية وعنصرية واضحة، أفرادا يدّعون ذلك النسب، وينكرون أنفسهم من ساكنة آوراس الكبير الشاوية.
ولأنّ مثل هذه الممارسات، لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام، حتى وإن كانت بموافقة ومباركة ودعم النظام.
ولأننا مواطنون واعون بحقوقنا، وبالأخطار المحدقة ببلادنا عامة، وبمنطقتنا خاصّة.
ولأن مثل هذه الأفكار التي تسعى جهات ذات مصالح بثّها في أوساط المواطنين بمنطقتنا تهدد استقرار المنطقة، وتخلق تصدّعات في النسيج الاجتماعي المتناغم لأهلنا.
ولأنّ هذه الجمعية اعتمدت على السرية في إقامة “ملتقاها الفكري” المزعوم، فلم تقم بالإعلان عنه ولا دّعوة الساكنة إليه، بل اعتمدت أسلوبا أشبه بأسلوب الجمعيات السرّية في دقّ أبواب أفراد بعينهم اختارتهم على أساس “نسب” معين.
ولأنّنا لا نقبل أن تكون منطقتنا عرضة لمثل هذه الاختراقات التي ستؤدّي بنا في حالة نجاحها إلى ما لا تحمد عقباه.
قمنا اليوم، بتاريخ 16/10/2015، نحن المواطنون الجزائريون، الشباب النشطاء الشاوية الأحرار، من مختلف مدن وقرى آوراس آمقران : بوحمامة، قايس، إينوغيسن، تيفلفال، …. بإيقاف نشاطات اليوم الثاني لملتقى جمعية “أشراف الجزائر” المزعوم، بطريقة حضارية في حضور أجهزة الأمن، التي توسط أفراد منها لحلّ ما ظنّو أنه نزاع، فبينّا لهم بما لا يقبل التأويل، أننا كبقية ساكنة بوحمامة وولاية خنشلة ومنطقة بلاد الشاوية: لن نقبل مثل هذه الممارسات العنصرية، من أيّ كان، حتّى وإن كان مدعوما من السلطة، لينسحب بعدها أعضاء الجمعية وضيوفهم من فندق شليا ببلدية بوحمامة، وينهو نشاطهم في مدينتنا.
وللأسباب التي سبق ذكرها، نناشد مواطنينا في كلّ بلديات ومدن وقرى منطقة الأوراس، والجزائر، أن يقفوا في وجه مثل هذه المحاولات الخبيثة لزعزعة أمن واستقرار البلاد.
كما نعرب عن استغرابنا واستيائنا من منح اعتماد رسمي “جمعية وطنية” لكيان يحمل مثل هذه الأفكار العنصرية الهدّامة، التي تقسّم المواطنين الجزائريين إلى “أشراف” وهم المنتمون إلى فصيلها، وعوامّ أقلّ بدرجة، وهم بقية المواطنين، وتؤسس لتقسيم عرقي-ديني في دولة من المفروض أنها دولة المواطنة
كذا ونعلن عن استعدادنا للوقوف في وجه كلّ المحاولات لاختراق مجتمعنا المتجانس، من أيّ فكر أجنبي، أو جماعة ذات أجندة لا تخدم مصالح المنطقة والبلاد.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
دمتم أحرارا