النص الكامل لمقابلة ممثلّ فريق إينوميدن في جريدة “آوراس نيوز”
بعد موقع ” آسذليس أمازيغ” الذي كان جسرا يعبر به الباحثون الأكادميون المتعطشون للثقافة الأمازيغية الشاوية، وما احتواه من مكتبة حتمل العديد من الكتب لكتاب أمازيغ باللغات الثالث “الشاوية، العربية، الفرنسية”، ونتاج الاستمرار الحراك الشبابي الغيور نحو ثقافة شاوية بعيدا عن الفلكلور لتكون الوجهة نحو البحث الأكادميي المعمق حول الهوية الوطنية، ونظرا للتهميش الذي طال اللغة الأمازيغية ذات الطابع الشاوي، جاء موقع “إينومدين .كوم” كبوابة ثقافية للتعريف بالهوية الشاوية في هذا الحوار مع أحد مؤسسيها:
أولا جريدة الأوراس نيوز ترحب بكم، هلاّ أعطيتم لجمهور القراء بطاقة تعريفية عنكم؟
بداية؛ أتوجّه بالشّكر إلى جريدة “آوراس نيوز” لاستضافتي، وأهنؤها باسم فريق “إينوميدن.كوم” بعيد ميلادها الأول، الذي أعتبره بمثابة خطوة أخرى نحو إعلام آوراسي أصيل ووطني آكثر تنوّعا واحترافية.
فريق “إينوميدن.كوم” متكون من أربعة أفراد هم “يوغرطا حنّاشي، باسم عابدي، وفؤاد ڨاسمي” أنوب عنهم أنا اليوم، رابعهم “نجيب يحيى”. نحن شباب جامعي، جمعنا تقارب الأفكار والرؤية و”السخط” على واقع هويّتنا الآمازيغية الشمال إفريقية، وثقافتنا الشّاوية التي تعاني تهميشا وتقزيما وفلكرة ممنهجة، رأينا من واجبنا السّعي بأنفسنا من أجل فك العزلة المسلّطة عليها، عمداً، و كذا محاولة إخراجها من مربّع الفولكلور والشعبوية ، إلى نطاق البحث العلمي، عبر تقديمها في حلّة أبهى وأكثر وضوحا وأصالة.
كشباب مهتم بالقضية الآمازيغية، كيف جاءتكم فكرة إنشاء هذين الموقعين و لنبدأ بموقع “آسذليس آمازيغ” ؟
خبرتنا في المجال الجمعوي بوصفنا نشطاء ثقافيين منذ مدّة، وتكويننا الفكري المستقل سمحا لنا بعد لقاءات عديدة، ونقاشات مطوّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتكوين فريق والعمل على تنوير الرأي العام، وإيصال صوت المثقفين والثقافة الشاوية واللغة الآمازيغية في متغيرها الشاوي، الممتهنة والمعرّضة للاندثار، إلى مختلف المستويات والمؤسسات الحكومية، عبر المراسلات، أو العرائض أو العمل الجمعوي … إلخ. إلّا أنّ التجاوب الرّسمي كان مشروطاً، ومرهونا بتنازلات، وهو ما لم نقبله!
هذا ما جعلنا نتجّه إلى النشاط مستقلّين محاولين خلق إعلام بديل، عبر صفحات فايسبوكية عديدة، ثم بمشروع المكتبة الرقمية الآمازيغية “آسذليس أومظين”، الذي كان محاولة منّا لتحقيق حلم الرّاحل المفكّر “عمّار نڨادي” رحمه الله (واضع التقويم الآمازيغي في شكله الحالي) وتنفيذا لوصيّته، هذا الرّمز الذي أفنى حياته في البحث والتدوين في تاريخ وثقافة وهوية الشمال الإفريقي وآوراس خاصة. بدايةُ المكتبة كانت بجمع الكتب المتعلقة بالثقافة والتاريخ والهوية الآمازيغية المتناثرة على شبكة الإنترنت، في موقع واحد: www.asadlis-amazigh.com. بعد ذلك حصل لنا شرف الاتصال بالأستاذة الباحثة والناشطة الجمعوية الشاوية المقيمة بفرنسا “جمعة جغلال” التي فتحت لنا مكتبتها المتكونة من 2000 كتاب، والتي قامت بوهبها لكلّ من جامعتي خنشلة وباتنة، لكنّ الهبة واجهت صعوبات على مستوى وزارة المالية، وهو ما قررنا أن نستغله لمسح المكتبة رقمياً ونشرها للجمهور المهتم، قبل أن تغلَق عليها أقبية الجامعات. لكن المعدات اللازمة كانت مكلّفة، وهنا جاءت الفكرة بإقامة “ثويزا” وجمع مبلغ من أجل شراء معدّات لمسح هذا العدد الهائل من الكتب التي تتمحور أغلبها حول التاريخ والثقافة والهوية في آوراس آمقران وكذا من أجل مسح مكتبة “عمّار نڨادي” رحمه الله المتكونة من حوالي 1400 عنوان، والتي أوصى بها لجامعة باتنة. وبالفعل أعلنّا عن حملة “ثويزا” وشارك فيها الكثيرون من مواطنينا في الدّاخل والخارج، وكان لمغتربينا النصيب الأكبر في التبرعات، لتنتهي بجمع مبلغ قارب 32 مليون سنتيم، مكنّنا من شراء جهاز مسح ضوئي (scanner) احترافي، وجهاز كمبيوتر محمول وقرص صلب خارجي، ودفع مستحقّات توسيع مساحة الموقع…
ماهي عدد الزيارات و التحميلات على الموقع ؟
الموقع لقي تجاوباً غير عادي فعدد الزيارات يعد بعشرات الآلاف كما هو حال التحميلات، مما يدل على تعطش إيشاوين وباقي الجزائريين والشمال أفريقيين لثقافتهم التي عانوا الحرمان منها ولم تتح لهم الفرصة ليتعرفوا إليها بسبب التدليس الأكاديمي والتعتيم الإعلامي وكذا عدم دعم الجهات الرسمية للانتاج فيها.
نعمل حاليا على التحضير للنسخة الثانية من موقع المكتبة، والتي ستنطلق حال الانتهاء منها بحلة جديدة، وبحزمة جديدة من الكتب الممسوحة من مكتبة الأستاذة “جمعة جغلال” التي نعمل على معالجتها حاليا.
ماذا عن موقع ” إينوميدين ” «www.inumiden.com» و ما سرّ تسميته بهذا الاسم؟
فكرة البوابة الثقافية الشاوية ببساطة كانت مطروحة منذ زمن، فالفراغ والحصار الذي تعاني منه الثقافة الشاوية في مختلف أبعادها لا يمكن أن يستمر، خاصة مع انتشار ثقافة التواصل الكوني، وسهولة الولوج إلى الإنترنت، رأينا من المجدي أن نخلق زاوية خاصة بإيشاوين على الشبكة، تعمل على جمع شتات إرثهم، والتعريف بهم. وعليه قررنا أن نبادر وننشئ أول بوابة ثقافية شاوية تجمع كلّ ما يتعلّق بلغتنا، وثقافتنا، وموروثنا، وتاريخنا، وواقعنا.
عن التسمية : بما أنّنا أبناء آوراس، مهد الحضارة الشمال إفريقية وقلب نوميديا العظيمة فنحن قلبا وقالبا نوميديون. هي واحدة من أكثر الكيانات الحضارية المؤثرة في الشمال الإفريقي والعالم القديم، التي تركت أثرا لا يمكن محوه، مهما كان حجم التآمر على ذلك، وهو ما سنحاول جاهدين العودة إليه وأرشفته ودراسته وتعميمه.
إحدى المهام التي نأخذ على عاتقنا، والتي نعي أنها من الصعوبة بمكان : إعادة الاعتبار لتاريخنا وحضارتنا ومنح الهوية الجزائرية البُعد الثقافي الحقيقي التي هي عليه، بطرح جديد يميل إلى الجانب العلمي بعيدا عن الجانب الفولكلوري المقزّم الذي عهدنا، وبعيدا كذلك عن التجريح الإيديولوجي لأن القضية في النهاية هي قضية ثقافية هوياتية وطنية وليست مسألة عِرقية أو سياسية كما أرِيدَ لها أن تكون من قبل بعض الأطراف سواء كانت حاملة لراية الآمازيغية أو معادية لها فكلا الطرفين في رأينا لعب الدور المنوط له في الحطّ من شأن الهوية الآمازيغية وتشويهها أو على الأقل تنفير أبنائها منها والذين هم كل الجزائريين طبعاً ودون استثناء.
في تخطيطكم لتأسيس الموقع هل كان الأمر سرّي أم اقترحتموه على أشخاص خارج المؤسسين ؟
إلى غاية الإعلان عن تأسيس الموقع قبل شهر تقريبا من انطلاقه، كان الأمر سريّا لم يخرج عن إطار الأعضاء المؤسسين.
هل كان هناك دعم مادي كما هو حال المكتبة ؟
لا! “إينوميدن.كوم” مشروع تكفّلنا به كلّيا من جميع الجوانب، خاصة المالية والتقنية.
هل كانت هناك معارضة لهذا الطرح ؟
لا أستطيع أن أسميها معارضة فالموقع ذو سياسة جدّ واضحة ينبذ الخطاب العنصري والجهوي، ويحاول أن يؤسس لفكر جامع أكثر وطنية واستقلالية، لا أحد عارض تقريبا لكن هناك من دعى إلى مقاطعتنا، يمكن أن نسميه بـ “النيو فوبيا” أو الخوف من كلّ جديد، وهي طبيعة بشرية (يضحك). ولأن الناس تعودوا على الطابع الفلكلوري الذي يحطّ من قيمة الثقافة ويرجعها لقرون للخلف بدل تجديدها وتحديثها وصياغتها في قالب جذاب لتستهوي أبنائها، ولعل جمود فكر بعض المسيَسين والمؤدلَجين من متمشرقين ومتغربين، كان سببا في ذلك، بينما فضّل البعض الآخر التبعية العمياء لأحزاب سياسية والولاء المُطلق لهيئات حكومية كالمحافظة السامية للأمازيغية التي نرى أنها لم تعطي شيء للثقافة الشاوية وكذا الآمازيغية عموماً لأن معظم نشاطها يتركز في تكريس اللهجات بدل توحيدها ومعيرتها، لدرجة أن الجزائري يرى اليوم أن التنوع والثراء الذي تتمتع به اللغة والثقافة الآمازيغية عبارة عن اختلاف، وهو ما كرّسته سياسيات مؤسسات كالـHCA لحدّ الآن.
كيف تعاملتم مع هؤلاء المقاطعين ؟
” ندجيهن إي ومزروي!” (“تركناهم للتاريخ؛ يقول ضاحكاً) ماذا يمكن أن تفعل مع من يخالفك الرّأي ويرفض أن يساند ما تحاول تقديمه لقضية هو نفسه يؤمن بها، بسبب اختلاف منهجي، لسبب أو لآخر يقاطع من يقاطع وله كل الحق في ذلك، رغم أننا نصرّ على تبيان خطئه في كلّ مرّة من أجل تركيز جهودنا على العمل من أجل هويّتنا، لا على اختلافات شخصنها البعض. ومع ذلك لا يمكننا أن نقصي أحدا وأبواب الموقعين مفتوحة لكلّ من يريد الالتحاق بالرّكب، فثقافتنا تحتاج إلى كلّ أبنائها.
ماذا عن الأحصائيات الأولية التي لديكم ؟
منذ الإعلان عن إنشاء الموقع، إلى غاية افتتاحه كانت هناك حالة ترقّب كبيرة بين كثير من رواد صفحتنا على الفايسبوك وغيرهم، الرسائل التي وصلتنا حينها يمكن أن تصل إلى 250 رسالة، لا أدري بالضبط. بعد الافتتاح بتاريخ 01 جوان وإلى غاية اليوم، وصل عدد الزيارات في الصفحة إلى 80.000، وأحصينا أكثر من 500 رسالة مجملا تتركّز معظمها على التشجيع ومدح المبادرة، هناك من أبدى استعدادا لمساعدتنا، هناك من أرسل مواد للنشر …إلخ. الرسائل على الفايسبوك خاصة كانت من كلّ مكان، من آوراس، ومن بقية أنحاء الجزائر، من كلّ دول الشمال الإفريقي، ومن جاليتنا في المهجر، وحتى من مثقفين وكتاب أجانب.
على الموقع، حضيت النسخة الفرنسية بأكثر من 70 ألف زيارة خلال عشرة أيام فقط، بينما فاقت النسخة العربية 100.000 زيارة، إضافة إلى المشاركات والإعجابات المتصاعدة.
في سياسة التحرير لاحظنا وجود المادة التي تنص على انه لديكم الحرية التامة في التصرف في المقالات خاصة فيمها يخص إعادة تثمين أسامي الأماكن و الأشياء باللغة الأمازيغية و هو ما يراه البعض دكتاتوريا، هل يمكن شرح هذه النقطة للقارئ؟
(يضحك). لا .. لا .. البتة، هي سياستنا التحريرية، نحن نرى أن نشر مقالات تحوي أسماء أو أفكار نرى أنّها محرّفة، للأماكن –على سبيل المثال- خطأ مفصلي، لذلك وضعنا قاعدة تعديل كلّ ما يتعلّق بالطوبونيميا والأنثروبونيميا (خاصة) في المقالات التي تردنا، وإعادة كتابتها بلغتها الأصلية، من أجل ترسيخ المصطلحات الحقيقية الأصيلة التي تربط الإنسان بالمكان، بدل تلك الخرافات التي نشرتها المكاتب العربية (Bureaux Arabes) إبّان الاستعمار الفرنسي، ومؤسسات الدولة في حقب فائتة لأهداف معروفة ترتكز على سياسة فرّق تسد. هذه التعديلات تكون بموافقة صاحب المقال طبعاً، له الحق في أن يرفض ونمتنع عن نشر المقال.
في مدة قصيرة قدمتم الكثير للهوية الآمازيغية والثقافة الشاوية ما السرّ وراء ذلك؟
أخالفك الرّأي تماما؛ نحن لم نقدّم بعد 1 في المئة مما يجب تقديمه حقّا، صحيح أننا نبذل ما استطعنا في سبيل تنوير الرأي العام، وإعادة إحياء الوعي بالذات الآمازيغية الشاوية في آوراس آمقّران، لكنه بالتأكيد، لا يكفي أبدا. نعم، قد يبدوا أن ما نقدّمه كثير إذا ما قورن بما هو جار على الساحة الثقافية في آوراس، ولكنّ ذلك يعود ربّما إلى ضعف العمل من أجل الهوية الآمازيغية، أو خطأ في منهجية بعضه. ربّما ما يميّزنا أن تكويننا الفكري والثقافي كأفراد أكثر شمولية وتفتّحا ونظرتنا أكثر عمقا من البعض، ربّما كان تمكننا من التقنية، وانخراطنا في الإنترنت كوسيلة إعلام بديل هو ما أعطى أعمالنا ذلك البعد.
كل ما قمتم به كان له صدى قوي في الساحة الآوراسية وحتى الوطنية إن لم نقل العالمية ولكن هل من مشاريع لترسخوا هذه الأعمال على أرض الواقع وتخوضوا في مبادرات ميدانية مثلا ؟
أكيد، هناك سلسلة من المشاريع على أرض الواقع نعمل على تجسيدها في هدوء، بمنهجية ونظام على أرض الواقع بالتوازي مع مختلف مشاريعنا، وسنعلن في المستقبل عن كلّ منها في حينه.
بهذه القفزة التي تعتبر الأولى من نوعها في اعتقادكم ماذا أضافت للمحيط الثقافي الشاوي؟ و هل هناك إقبال على الموقعين أو حتى تصفح لها من طرف أهل المنطقة أو خارجها؟
“إينوميدن.كوم” هي محاولة جادّة لجمع شتات الثقافة الشاوية، عبر وسيلة رائجة جدّا، تصل إلى المتابع آنيا، بتكاليف معدومة، وعليه فإنّها إضافة بالتأكيد، بل إضافة نوعية. بادئ الأمر، كان الوعي الآمازيغي في منطقة آوراس آمقران منحصرا في دوائر ثقافية مسيّسة نوعا ما، بعد سنوات من النشاط كمدوّنين على صفحات الفايسبوك رفقة العشرات من الصفحات الأخرى، وبالتوازي والتنسيق مع مختلف النشاطات الميدانية أظنّ أنّ الأمور تغيّرت وبرزت إلى السطح فئة من الأشخاص الذين استفاقوا من سبات عميق على حدّ تعبير كثير منهم.
نعم، هناك إقبال كبير كما قلتُ على الموقعين، الإحصاءات تشير إلى أن مدينة باتنة هي أكثر المدن الجزائرية التي يتم الولوج إلى الموقع منها، والمفاجأة أن قسنطينة التي أرادوا جعلها عاصمة “عربية” تحتل المرتبة الثانية، وكذا خنشلة وبسكرة وأم البواقي، وتبسة، إضافة إلى سوق أهراس، وقالمة، وعنابة …
ماذا بعد هاذين الموقعين هل من مشاريع جديدة ؟
نعم ؛ هناك العديد من المواقع والمشاريع الطموحة التي ستساهم مباشرة في حفظ والتعريف والترويج للثقافة واللغة الآمازيغية الشاوية في شكلها الأصيل، لا المقزَّم المفلكر الذي يتم الترويج له، أذكر منها : موقع خاص بالموسيقى الشاوية الأغاني الناطقة بالشاوية فقط، ومشروع القاموس الشاوي على الإنترنت بأكثر من ثلاث لغات، إلى جانب مشروع منصّة تعليمية على الإنترنت لتعليم “تشاويث” بطرق حديثة ممنهجة علميا بالصوت والصورة. إضافة إلى مفاجآت قريبة، نعدكم بها…
كلمة أخيرة ؟
أشكرك جزيلا، وأحيي عبرك كلّ الطاقم الشاب لجريدة “آوراس نيوز” وأشكرها لأنها فتحت لنا المجال و الأبواب لنقدم الموقع والتي نتمنى لها المزيد من النجاح للوصول لكل قرى وولايات أوراس آمقران وكذا باقي ولايات الوطن ولما لا خارج الوطن أيضاً، و الشكر أيضا موصول لكل متابعينا وللزملاء المؤسسين الغائبين عنّا اليوم لظروف قاهرة و أتقدم بالشكر لكل من شجعنا ولو بكلمة و أقول نيابة عن الزملاء مرحبا بكل الآراء و الأفكار التي تخدم الثقافة الجزائرية والهوية النوميدية الشاوية، معاً من أجل جزائر جزائرية معاً من أجل غد أفضل لأوراس والوطن، شكراً لكم ، ثانميرث.