التدوين البياني للأمازيغية، الأبجدية العربية ومناورات السلطة الجزائرية
بالنسبة للعديد من المختصين والممارسين تدويناً للأمازيغية (المتغير القبائلي)، فإن مسألة الحروف التي تُكتب بها اليوم هذه اللغة مفصول فيها دون رجعة. هذه الأبجدية اللاتينية (المعتادة)، (أو من الأفضل: اللاتينو- يونانية لأن الحرفين ɛ و ɣ يونانية)، لم يفرضها أي كان على وجه الخصوص بل فرضها ثِقل الممارسة الفعلية اليومية، ونعني بهذا تلك السلسلة الكاملة من “موصليّ الثقافة” كجامعي ومحلليّ التّرَاث اللغوي والأدبي الشفوي، مدرسو اللغة والأدب الأمازيغي ومناضلو القضية.
تاريخ ومسار التدوين البياني للأمازيغية
لكي نفهم على نحو أفضل تاريخ التدوين البياني اللاتينو- يوناني لهذه اللغة ، يتوجّب علينا التذكير هنا بثلاث حقائق في غاية الأهمية للولوج للمعنى الكامل لبقية هذا المقال. من جهة، فإن بداية التدوين البياني بهذا النمط تعود إلى الفترة الاستعمارية، منذ ألأعمال ألأولى لإنقاذ وجمع اللغة، الأدب والتراث الأمازيغي خلال النصف الأول من القرن الـ19.
من ناحية أخرى، تم اقتراح عدة أنظمة تدوينية لهذه اللغة خاصة في الجزائر منها اللاتينية، اللاتينو-يونانية والتيفيناغية، ولكن من المفارقات كما قد يبدو أيضاً، أنه لم يسبق أن أقتُرِحَ أيّ واحدٍ على أساس الحروف العربية يكون مناسباً ومكيفاً حتى إلى وقت قريب، أي إلى أن اضطرت السلطات العمومية الجزائرية تحت ضغط المظاهرات والمطالب الشعبية المستمرة للاعتراف رسمياً بالبعد الأمازيغي والتكفل بها من قبل المؤسسات الرسمية. للتذكير فان معظم الأبحاث ذات الصلة بهذا التدوين- إن لم تكن كلها- إلى وقت ليس ببعيد قد أجريت كلياً خارج القنوات الرسمية للدولة. ومع ذلك، ينبغي أيضا تقديم التوضيحات التالية:
1- على الرغم من اقتراح عدة نظم تدوين بيانية، إلا أن ممارسي هذه اللغة اختاروا واحدا أو اثنين فقط وبالتالي وجدت مكاناً لها في المجتمع: هناك بالطبع الأبجدية المعتادة الحالية التي نجد استعمالها في جميع الكتابات والأبحاث الهامة ، كما نجد أيضا نمط التيفيناغ الجديدة على بعض المستويات مثل عناوين الإصدارات (الأقراص القديمة، شرائط الكاسات، الأقراص المدمجة الحديثة، الكتب، …) ولوحات الإشارة.
2- إن الدولة الجزائرية، لم تقرر مرغمةً في الأخير الاعتراف بالبعد الأمازيغي للجزائر إلاّ بعد المقاطعة المدرسية (1994/1995) التي تمخض عنها – عقب اتفاقات نيسان / أبريل 1995 التي جمعت بين جناح من الحركة الثقافية الأمازيغية (MCB) والحكومة آنذاك – إنشاء المحافظة السامية للأمازيغية.
مناورات السلطات العمومية:
اعتبارا من عام 1995/1996 بدأت السلطات العمومية الجزائرية من خلال مؤسسات الدولة (مثل وزارات: التربية والتعليم، والتعليم العالي، وأخيرا الاتصال) فتح النقاش حول “مشكلة طريقة كتابة تامازيغت”؛ ومنذ ذلك الحين ما زال هذا النقاش المزعوم يُبعث دورياً بل ويُطرح علانيةً إلى درجة جعله قضيةً سياسية. فكم من مرةٍ رأينا فيها سياسيين و حتى “رجال علم” يتدخلون في الصحافة ويبدون رأيهم في هذه المسألة، على الرغم من أنهم ليسوا متخصصين في علوم اللغة ولا يتحدثون حتى بالأمازيغية ! كيف يمكن شرح تصرف هؤلاء “رجال العلم” الذين وصلت بهم الجرأة إلى الحديث عن موضوعٍ لا يعرفون أيّ شيء عنه، حتى صوتيات وعلم الأصوات الخاصة بهذه اللغة ؟ هل هو جنون العظمة أم انعدام للأمانة الفكرية، أم ببساطة مجرد ولاء للسلطة ؟
هذه المناورات كلها في الواقع تندرج ضمن إستراتيجية وضعها من يمكن تسميتهم بوصفٍ أقلّ حدّة “أعداء” الأمازيغية ، والتي تهدف إلى كبح مسار الاعتراف الرسمي بهذه اللغة منذ أوائل التسعينات و إعادة انتشارها في المجتمع. هذه الإستراتيجية يمكن اختصارها فيما يلي: منذ أن أصبحت الأمازيغية حقيقة اجتماعية مقبولة (في الواقع التسامح معها أكثر من تقبلها) عند أعلى مستويات الدولة، فإن “أعداء” الأمازيغية هؤلاء لم يستطيعوا القيام بأكثر من اعتراض طريقها من خلال طرح بل فرض بعض الإشكالات على الساحة، مثل الحروف الواجب التدوين بها رسمياً، متجاهلين نقاطاً أخرى أكثر أهمية كالتكفل الفعليّ بها، ووضعها القانوني. إن “مشكلة الكتابة” هذه تطرح بصيغة ” ما هي أفضل” الحروف الواجب اعتمادها رسمياً، فبعض المجموعات في السلطة الحاكمة أرادت التشويش على المسار وإحداث غموضٍ كبيرٍ حول التدوين البياني لهذه اللغة في أذهان حديثي العهد بها، وبالتالي زعم مشكلة الحيرة في الاختيار بين الحروف المتاحة نظرياً في الجزائر. و الحقيقة فإن واقع الممارسة الفعلية لكتابة الأمازيغية يبين أنه لا يوجد مقياس مشترك بين أنماط الكتابة الثلاث مجتمعةً ، لنرى كيف ولماذا.
أنظمة التدوين في تمازيغت / تاقبايليت :
1- بالتيفيناغ، ثَبت وجود على الأقل ممارستين اجتماعيتين معروفتين في الجزائر: الأولى هي التيفيناغ التقليدية ذات الاستخدام العائلي لدى إيموهاغ (الطوارق)، والثانية هي التيفيناغ الجديدة التي بدأت من Agraw Imazighen (الأكاديمية الأمازيغية) [2]من باريس سنوات 1969/70 باتجاه منطقة القبائل خاصةً. عملياً، فالممارسة الاجتماعية لهذين النظامين كانت ولا تزال محدودة للغاية أي في عناوين الإصدارات، أو لوحات الإشارة.
2- بالحروف العربية، فالممارسات الاجتماعية التقليدية الوحيدة والموثقة التي تستحق الذكر هي:
أ- القصائد القليلة بالمتغيرة القبائلية المتفاوتة القدم والمكتوبة على أوراقٍ أو دفاتر مدرسية لأطفالٍ قبائل تتلمذوا بالعربية، إلاّ أن هذه الكتابات أستُعملت فقط لإنقاذ هذه الأشعار من النسيان والاحتفاظ بها على المستوى العائلي المحدود. لذلك، باستثناء حالاتٍ نادرة، تم انتشال هذه المخطوطات من قبل المثقفين المفرنسين القبائل كمولود معمري الذي، كما يقال، ورث عن عائلته بعض من هذه الوراق، أو تاسعديت ياسين التي إستردّت دفتراً مدرسياً سجلت فيه القصائد التي كتبها قاسي أوذيفلاّ[3] في عام 1950. هذه الكتابات القبائلية (بالحروف العربية)، لم تنتشر على نطاق واسع حتى عند الأكثر اطّلاعاً، بل ولم تتواردها الأجيال في منطقة القبائل. سيكون من المثير للاهتمام جمعها في بنك بيانات إن كانت لا تزال متواجدة، لدراسةٍ أفضل واستخلاص النتائج. تجدر الإشارة إلى عمل الذاكرة الذي قامت به جمعية GEHIMAB في بجاية التي من بين ما انتشلت مكتبة الشيخ الموهوب[4] وأعلنت (؟) عن أرشيف هذا العالم القبائلي الذي عاش في القرن التاسع عشر.
مهما يكن، فإن هذه الكتابات بالحروف العربية التي لم تعرف لا إنتشارا واسعاً في المجتمع القبائلي ولا توارداً بين أجيالها، هي أبعد ما تكون عن نظام تدوين ثابت وقائم، أو على الأقل تقليداً معتمداً في منطقة القبائل وفقا لنمطها.
ب- الممارسة الثانية، وهي أقل أهمية بكثير من الأولى، تتمثل في عناوين ألاغاني القبائلية المكتوبة بالحروف العربية، والتي كانت تظهر إلى وقت قريب بين 1950-1970 في أسطوانات الفينيل (33 و 45 دورة في الدقيقة)، أما اليوم فقد استبدلت بالحروف اللاتينية.
3- إن استخدام الأبجدية اللاتينية في كتابة الأمازيغية/القبائلية يعود إلى الفترة الاستعمارية، وتحديدا إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان أول نظام بياني يستخدم إذا جاز التعبير، هو الأبجدية الفرنسية بعد تكييفها. ويمكن العثور على هذه الأبجدية أيضاً في أعمال جون عمروش[5] و مولود فرعون[6]، في الستينات. بالموازاة مع ذلك اقتُرحت أنظمة أخرى، كالتي يستخدمها المتخصص في الأمازيغية أندريه باسيت أو في أعمال ملف الوثائق البربرية (FDB)[7]، وهي دورية تم إطلاقها في أواخر الأربعينات من لاربعا ناث إيراثن من قبل الآباء البيض. مع نهاية الستينيات أصدر محند سعيد حنوز[8] عضو ناشط في الاكاديمية البربرية في باريس قواعد الأمازيغية بنظام تدوين بياني (اللاتينو- يوناني). كما ظهرت أنظمة تدوين لاتينية أخرى خلال الثمانينيات والتسعينيات كالتي اقترحها كل من لحسن بحبوح[9]، حسين شرّادي[10]، حسن ساحقي[11] وأخيرا إيدير آيت عمران[12].
لكن النظام الذي كان يُدَرَّس في منطقة القبائل هو دون شك المقترح من طرف مولود معمري[13] لأول مرة في كتابه[14] Tajerrumt n tmaziɣt. وبعد تنقيحه وتجديده عدة مرات منذ صدوره، أصبح اليوم الأبجدية الأمازيغية المعتمدة، وهو يستعمل من ناحية: في جميع الأعمال الهامة (الأعمال الأدبية، الكتب الإملائية والنحوية، المعاجم، القواميس وغيرها)، في الصحافة المكتوبة في حدود توفرها، على لوحات الإشارة، في شبكة الإنترنت وخاصة وسائط التواصل الاجتماعي كفيسبوك. ومن جهة أخرى: يستخدم في المدرسة العمومية والجامعات، حيث كتبت مئات المذكرات باللغة الأمازيغية وبهذا النظام بشكل أدق.
فبدلاً من الاعتراف بهذا التقليد المتجذّر، الإحاطة به علماً وترقيته على المستوى الوطني، فضّلت السلطات أخذ المنحى السِّلبي من خلال مباشرة البناء من السقف والتراجع إلى الوراء وكأن شيئًا لم يكن موجودا قبل التسعينيات في التدوين البياني للأمازيغية في الجزائر. إن إنكار وجود هذا التقليد في الكتابة رغم تجذّره إجتماعياً يكتسي معنى مهماً على أكثر من صعيد: أولا، يعكس موقف موسوم بازدراء جميع هذه الأجيال من الذين عملوا على وضع هذا التقليد، ولكنه يهدف أيضاً إلى خلق شرخٍ كلى في الإجماع الموجود حول هذا التدوين. لكن لنفترض أن التقليد اللاتينو- يوناني الحالي لم يكن موجودا أبدًا، هل يمكننا في هذه الحالة تسجيل الأمازيغية بشكل صحيح بالأحرف العربية ؟ أعتقد وبكل أمانة أن هذه الأبجدية هي أبعد ما تكون عن كونها الأداة المناسبة لكتابة تامازيغت وتدوينها.
هل النظام البياني بالعربية يعتبر أبجدية ؟
إن هذه “الأبجدية” لديها العديد من الثغرات[15] بما في ذلك ما يلي:
1- هي أبجدية دون حروف العلة الحقيقية (الحركات القصيرة) مع الخلط بين حروف العلة (الحركات الطويلة) والحروف الصامتة، فهناك نوعان من حروف العلة في العربية، قصيرة وطويلة. فالأولى يرمز لها باستخدام علامات التشكيل (السكون، الضمّة، الفتحة و الكسرة)، والثانية يشار إليها باستخدام الحروف المجرّدة (الألف، الواو، الياء). لكن هذه الأخيرة تعتبر بإختلاف السياق إما حروف علّة أو حروفاً صامتة، وهذا ما يجعل القراءة غامضة ويصعب التعرف على بعض المفردات المجرّدة ومعانيها.
2- يشار إلى النُزُوع أي توأمة حرفين صامتين متتاليين، بواسطة الشدّة.
للتغلب على هذه الصعوبات في فك الرموز والقراءة، يُلجأ (وهذا فقط خلال المراحل الأولى من تعلم هذه اللغة) إلى علامات التشكيل التي هي في الواقع رموز توضع فوق وتحت الحروف المجرّدة. لكن استعمالها الممنهج على الجمل والنصوص يفضي إلى كتابات مثقلة جدا ودون جمالية، وهو السبب في اقتصار استخدام هذه العلامات في بداية تعليم و تعلّم هذه اللغة.
عدم تكيّف وملائمة الأبجدية العربية لكتابة الأمازيغية :
1- بعض الوحدات الصوتية الأمازيغية لا وجود لها في اللغة العربية على الإطلاق، مثل [g] و [ẓ]. ، لكي نتمكن إذا من كتابة الأمازيغية بهذه الأبجدية، سيكون لزاماً علينا استحداث حروف مجردة جديدة.
2- النظام الحركي (حروف العلة) للأمازيغية في شمال البلاد بسيط نوعا ما: (a, u, i, e)و لكن اللغة العربية المدرَّسَة نجد فيها حروف العلة القصيرة والطويلة. لذا نذكر على سبيل المثال كيف تمت كتابة عنوان الكتاب المدرسي الذي أعدّته وزارة التربية والتعليم (انظر كتاب السنة الدراسية السابعة، الفصل الأول، 1997) Lmed tamaziɣt (أي: تعلَّم الأمازيغية) بالأحرف العربية : “لماد تامازيغت”.
وبكتابته بهذه الطريقة فإن صوتيات كلمة tamaziɣt قًطِّعت تماما وشُوِّهت، لدرجة أن بعض الحروف الصامتة على غرار(t, m, z ) مدعّمة بالحركات الطويلة كالتالي: t = ت + ا،m = م + ا، ز+ ي = z، في حين أن حروف صامتة أخرى، مثل ( ɣ و t النهائية) مدعّمة فقط بالحركات القصيرة.
قد يكون من الممكن تجنب كل هذه التشوُّهات اللفظية والصوتية التي تصاب بها الكلمات الأمازيغية، وذلك باللجوء فقط إلى علامات التشكيل (الكسرة أو الضمّة أو الفتحة) المستعملة عادة في اللغة العربية، ولكن حتى مع ذلك سنضطرّ للتعامل مع كلماتٍ وجملٍ ونصوصٍ مزدحمة بالرموز والعلامات فوق وتحت الحروف. بديهياً،فإنه دون استعمال منهجيٍّ لعلامات التشكيل سيكون من المستحيل بكل بساطة لحديثي العهد بالأمازيغية والمتمدرسين الجدد قراءة كلمة، عبارة أو نص بشكل صحيح.
4- بعض الحروف العربية الصامتة متعددة الأشكال، إذ تكتب تكاملياً أو حرّةً، فمثلاً حرف “العين” يختلف خطه في بداية الكلمة عنه في منتصفا أو نهايتها. لهذا ينتج عن الصوت الواحد ” عين” ثلاثة أشكال حرفية مختلفة كالتي تظهر في هذه النماذج: زَرعٌ، عَبدٌ، بُعدٌ.
ما ذُكر عن حرف “العين” ينطبق على العديد من الحروف الأخرى (الحروف الصامتة). فإذا كان عدد حروف الأبجدية العربية رسمياً هو 28 حرفاً، ونظراً لتعدد الأشكال التي يرسم بها كل واحد منها، أي شكلين أو ثلاثة، فمنطقيا يجب ضرب العدد في ثلاثة، وهذا من شأنه أن يفظي إلى: 28×3=84 حرفاً.
5- تحتوي معظم الحروف العربية على نقاط من فوق أو تحتها: واحدة، إثنتين أو ثلاثة. وضع هذه النقاط إن لم يكن تعسّفياً فهو لا يستجيب لأي منطق، وإلا فما هي العلاقة مثلاً بين الحرف “ت” الذي يحمل نقطتين فوقه و الحرف “ن ” الذي هو في الحقيقة نفس الرمز لكنه يحمل نقطة واحدة فقط فوقه ؟ نفش الشيئ ينطبق أيضاً على الحرف “ب” ذو النقطة الواحدة تحت الرمز و “يـ” ذو النقطتين تحت نفس الرمز. أمثلة كهذه يمكننا إحصائها إلى ما لا نهاية.
6- تعدد أشكال هذه الأبجدية أدى إلى حالة من الفوضى في المباعدة بين حروف الكلمة الواحدة من جهة، وبين وحدات اللغة (مفرداتية ونحوية) من جهة أخرى. عملياً في بعض الحالات، يتم الربط بين حروف نفس الوحدة كما هو في كلمة “عبدٌ”، بينما في غيرها نجدها متباعدة مثل “زَرعَ”. لهذا فإن مشكلة المباعدة بين الحروف العربية سيكون له عواقب سلبية على التقطيع الوحداتي للغة الأمازيغية في حالة كتابتها بهذه الأبجدية كما يمكن ملاحظته في هذا المثال:
كلمةAd aruɣ (أي: سأكتب) ستدوّن كالتالي: اذ اروغ.
الخاتمة
مع نهاية هذا البحث نستنتج أن الأبجدية العربية ستُعرِّض تدوين الأمازيغية لمشاكل وتعقيداتٍ أكثر مما ستحلها، ولنعترف أنها عملياً ستصعِّبها على المتعلّمين. لذا فبدلا من التركيز على “مشكلة نسخ الأمازيغية” المزعومة، من الأفضل على السلطات العمومية الفعليّة أن تكون أكثر حكمة وأكثر مسؤولية، وأن تنظر بشجاعة إلى أخطائها وتعترف دون مماطلة باللغة الأكثر جزائريةً في الجزائر. وهذا الاعتراف يجب أن يترجم في الميدان باتخاذ الإجراءات التالية:
1- إدراجها كثابتة وطنية في الدستور الجزائري؛
2- الاعتراف بها كلغة رسمية “أيضا”؛
3- إصدارمجموعة نصوص تطبيقية لـ : أ- ترقيتها على مستوى المجتمع ومؤسسات الدولة (المدرسة، الجامعة، الإذاعة، التلفزيون، العدالة، المجالس المنتخبة، وسائل الإعلام المكتوبة، البيئة …)؛ ب- إنتزاعها من مخالب السياسيين الذين يستعملونها كذرع حربي أثناء الحملات الانتخابية؛ ج- حمايتها من الأفراد والجماعات التي تسعى لتهميشها بل لزوالها.
4- جعل تعلّمها في المدارس العمومية إلزامي في المناطق التي تتوفر فيها الظروف (الطلب الاجتماعي عليها، توفّر
المدرِّسين، وضع المناصب المالية …) كمرحلة أولى، وإلغاء النص القانوني الحالي الذي ينظم تدريس اللغات في الجزائر.
كمال بوعماره[16] في 28 مايو2011
ترجمة وتحشية الأستاذ قاسي مخلوف
* النسخة الأصلية بالفرنسية من الصفحة الشخصية للكاتب على فايسبوك: هنا
[2]– جمعية ثقافية تأسست في باريس (إستحال تأسيسها في الجزائر نظراً للنظام الأحادي الديكتاتوري حينها) في (1966-1967) لنشر الوعي الأمازيغي من خلال أعمالها: مجلة “إمازيغن”، حروف التيفيناغ منقحة، التقويم الأمازيغي، العلم الأمازيغي إلخ.
[3]– شاعر قبائلي من عرش آث سيذي براهم (ب ب عرريج) 1950-1898 .
[4]– الشيخ الموهوب أولحبيب من عرش آث ورثلان، ولد سنة 1822 لكن تاريخ وفاته غير معلوم بالتدقيق، عالم في عدة مجالات كما بينت بعض المصادر.
[5]– كاتب وشاعر وصحفي (1962-1906) من عائلة مسيحية مثقفة (أمه فاظمة آث منصور عمروش وأخته طاوس عمروش) ولد بمنطقة إغيل علي (بجاية) ، ناضل بقلمه من أجل إستقلال الجزائر
[6] – كاتب ولد بثيزي هيبل (تيزي وزو) 1913 ،إغتالته منظمة الـOAS سنة 1962 ، له عدة أعمال أدبية ذات صيت عالمي مثل Les chemins qui montent .
[7]– Fichier de Documentation berbère بين 1946-1977 إهتمت بجمع، تحلبل وحفظ اللغة والثقافة الأمازيغية في أهم مناطق شمال إفريقيا.
[8] – صيدلي (1998-1902) ولد بسوق أوفلا بمنطقة القبائل، ، عضو مؤسس للأكاديمية الأمازيغية (سبق ذكرها) من أهم أعماله ” HABOUZ (Said) , 1968. –Grammaire berbère. La langue. Les origines du peuple berbère.-Paris :Klincksieck. .
[9] – مناضل من أجل القضية الأمازيغية ولد بمنطقة القبائل سنة 1946، حكم علبه بـ15 سنة سجن أثناء فترة الحزب الواحد فيما يعرف بقضية “واضعي القنابل”، عضو مؤسس لجمعية Afus deg ufus ، له كتاب في قواعد الأمازيغية، توفى سنة 2015 جراء آثار التعذيب.
T-ouzou:Tilelli -[10]. CHERADI (Houcine), 1990.- Grammaire tamaziɣt. Tira eneɣ-
Hacene Sahki, pour une nouvelle graphie de la langue amazighe, 1998http://etudesamazighes.taymat.org/pour[11] une-nouvelle-graphie-de-la-langue-amazighe-par-hacene-sahki
[12]– محند أويديرنايت عمران (1924-2004) مجاهد ومناضل في الحركة الوطنية، دافع عن البعد الأمازيغي للجزائر منذ الأربعينيات، كتب القصيدة المشهورة Ekker a mmis oumazigh وهو عنوان أحد كتبه أيضاً وأشعار ثورية أخرى، أول مسؤول للمحافظة السامية للأمازيغية.
[13] – كاتب وباحث في اللسانيات الأمازيغية واللسانيات (1917-1989)، ولد بآث ميمون بتيزي وزو، قدم الدروس الأولى في الأمازيغية بعد الإستقلال في جامعة الجزائر ومنعت بعد ذلك، كتاباته (أكثر من 20 عنوان) ذات صيت عالمي في الرواية، القصة،النقد الأدبي، المسرح، الترجمة واللسانيات. تعتبر محاضرته عن الأدب الأمازيغي التي منعت بجامعة تيزي وزو الشرارة التي أطلقت أحداث الربيع الأمازيغي سنة 1980.
[14] – Mouloud Mammeri, Tajeṛṛumt N Tmaziɣt (Tantala Taqbaylit), Paris, Maspero, 1976, p. 118 (1er édition: Université d’Alger, 1967, p. 164 p.)
– [15] يمكن الإطلاع أكثر عبر الرابط: http://fr.wikipedia.org/wiki/Alphabet_arabe
[16] بروفيسور في الأدب الأمازيغي في قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة بجاية، له عدة إسهامات نذكر منها:
– ألأدبية: ““Si l’Bachir Amellah (1861-1930), un poète-chanteur célèbre de Kabylie، مجموعة قصصية “Nekkni d wiyiḍ”.
-اللسانيات: أول قاموس أحادي اللغة أمازيغي-أمازيغي طبعة أولى سنة 2010 “Issin” وطبعة ثانية سنة 2017 “Issin wis 2”، قواعد كتابة الأمازيغية مع أساتذة آخرين “Ilugan n Tira”
– الترجمة: “ Mmi-s n yigellil” و “Ussan di tmurt” لمولود فرعون و “Tuɣalin n uqcic ijaḥen” لـ André Gide.