المدافن الآمازيغية القديمة : II البازينا أو الجثوة المتطورة
Bazina كلمة أمازيغية (شاوية) كان يطلقها الأهالي على القبور التلية السابقة للعهد الإسلامي التي كانو يظننونها قبوراً لوثنيين “لجوهّال” .
كلمة “بازينا” أُستعملت فيما بعد كمصطلح أثري و أول من إستعملها كان “فيرو” (Feraud L.) (1), لوصف التلال الجنائزية الترابية لسهل الركنية بضواحي مسكيانة , ثم إستعملها “لوتورنو”(Letourneux) و بعده “فيدارب ” (Faidherbe) سنة1867 و “بورڨينا”(2) (Bourguignat) سنة 1868 و كان يقصد بها التلال الجنائزية ذات الدرجات .
إذا كان “ستيفان ڨزال” وغيره لم يميزو بين الجثوة العادية (Tumulus) و البازينا (Bazina), فإن بعض الباحثين وفي مقدمتهم “بالاري” (3)(Pallary) و “كامبس” (G. Camps) قد حددو بوضوح مفهوم هذا المصطلح و أصبح بالتالي يطلق على جميع الجثوات التي تحمل كساء خارجي ذو أشكال هندسية متنوعة و مبني بإحكام, فالبازينا لا تتميز على الجثوة العادية إلا بمظهرها الخارجي المتطور.
على غرار التومولوس , تنتشر البازينات على نطاق واسع في شمال إفريقيا و تتركز بشكل ملحوظ في بلاد إيشاوين و بعض أنحاء المغرب .
يمكننا تقسيم البازينات حسب الشكل إلى ثلاثة أنواع :
1– البازينا الإسطوانية ذات الدرجات :
هي الأكثر إنتشارا في تامزغا (شمال إفريقيا) , غالبا ما تتكون من درجتين أو ثلاثة و مجهزة بمدخل يقع على مستوى المدرجات , أشهرها تلك المتواجدة بمقبرة بونوارة (قسنطينة) و جبل “مستير” (تيفاستيس- تبسة ) بالجزائر , و الغور بالمغرب , و”برج فج فدي” بشمال تونس .
2-بازينا ذات قاعدة مربعة أو مستطيلة وتاج هرمي أو هرمي مُدرج :
أهمها بازينات فزان بليبيا , قرسيف , تيطوان و تافيلالت بالمغرب .
3-بازينا ذات قاعدة أسطوانية مرتفعة و جذع مخروطي :
توجد بكثرة ببلاد إيشاوين و خاصة تبسة , وفي المناطق السهبية في كل من : أولاد جلال , عين الصفراء , وواد تامدا .
يوغرطا حناشي
هوامش :
(1) Laurent Charles Feraud . Monuments Dits Celtiques Dans La Province de Constantine .1864
(2) Bourguignat. Histoire des monuments mégalithiques de Roknia près d’Hammam-Meskhoutin .
(3) Paul Pallary. Note sur la classification et la terminologie du Préhistorique Algérien. Deuxième Catalogue des stations préhistoriques du Dépt. d’Oran