“الآمازيغية لغة أجنبية !”
تستمرّ المهازل في بلاد إيشاوين، تحديدا بـ”ماسكولا” الجليلة التي تحوّلت بقدرة “القادرين” القائمين على الشأن الثقافي فيها، في إطار محفل آخر من محافل الدعارة الثقافية بأموال الشعب إلى منبر لشتم إيشاوين وإهانة لغتهم التي حوّلتها محاضِرةٌ استحضرت من قبل مديرية الثقافة لولاية خنشلة، في إطار ما سميّ بمهرجان الأغنية والموسيقى المزعومة “شاويةً” زورا وبهتانا إلى منبر لغمز لغة وثقافة آوراس.
لم يتوقّف سوء التسيير والاستهتار بالثقافة الآمازيغية من قبل القائمين على مهرجان الأغنية والموسيقى “الشاوية” المزعوم وعلى رأسهم – “صبيحة طهرات” – محافظة المهرجان، مديرة الثقافة لولاية خنشلة؛ عند تهميش الأسماء العملاقة التي يزخر بها آوراس، من أرباب الأغنية الشاوية، ودعوة “مغنين” لا علاقة لهم بالأغنية أو الموسيقى أو اللغة الآمازيغية الشاوية في استهزاء صارخ بالفن والفنانين إيشاوين، والضرب بعرض الحائط كلّ ما لهم من باع في الثقافة والأغنية الدزيرية المعاصرة، بل تعدّاها إلى سابقة خطيرة من نوعها، حيث اختتمت المحاضِرة، التي استحضرتها محافظة المهرجان، بأموال إيشاوين، محاضرتها التي ألقيت اليوم (10 جوان) بإهانة غير مسبوقة للغة الآمازيغية وإيشاوين في عقر دارهم، بقولها : “عن أي لغة آمازيغية نتحدّث؟ نحن نتحدّث عن لغة أجنبية“.
وعبّر عدد من النشطاء والشعراء والكتاب إيشاوين، عن حنقهم وسخطهم على المهازل التي حدثت خلال مهرجان الموسيقى والأغنية “الشاوية” المزعومة، الإعلامية الناشطة “ربيعة دريدي” ليست الوحيدة التي تذمّرت من المهرجان، الذي كان من المفروض أن يكون مناسبة ثقافية لإعادة الاعتبار للثقافة الشاوية في عقر دارها.
“زرفا” (ربيعة دريدي) منسقّة الأمسية الأدبية الشعرية التي كانت مقررة ليوم غد الخميس، أعلنت مقاطعتها للحدث، ودعت جميع فعاليات المجتمع المدني، ومثقّفي وشعراء إيشاويّن إلى الحضور بقوة في موعد الأمسية التي كانت مقررة على الساعة 13:00 (الواحدة مساءا) لا لحضور الندوة التي نظّمتها هي، بل للاحتجاج على ما أسمته بالإهانة التي لا تغتفر، من طرف إدارة المهرجان التي استقدمت محاضرَةٍ بأموال الثقافة الماسكولية الشاوية الآمازيغية، بينما يحرم مثقفوا إيشاوين الحقيقيون من أبسط حقوقهم. المحافظَة التي رصدت غلافا ماليا ضخما للتظاهرة رفضت إمضاء اتفاقيات مع الشعراء إيشاوين بينما هرولت إلى منح مبالغ مالية وإمضاء اتفاقيات مع بقية المشاركين الذين استقدمتهم بأموال الثقافة الشاوية، لإهانتها في عقر دارها كما فعلت المحاضِرة.
في انتظار تأكيد الوقفة الاحتجاجية من عدمها، يقبع آوراس تحت رحمة إدارة تحميها هيئات عليا لا تريد لماسكولا، ولا لآوراس أن يرفع رأسه.
ڨاسمي فؤاد