هذيان يوم القيامة “في أوراس”
لم يخبرنا القرآن مكان يوم القيامة .. ذكر الزمان المجهول والمكان ربما السماء. لكن العارف يعلم أنّ هول يوم القيامة على أرض أوراس سيكون مختلفا تماما … لدينا أرباب كثر، لن يتفقوا على ساعة النحر، لن يتفقوا على من سيذبحون أوّلاـ أيدخل “الفوسذڤفوسيون” الجنّة أوّلا أم “الآوراغذوبركانيون”؟
أيستطيع أرباب “ثاعروشيث” عندنا أن يحددّوا اليوم، هذا الذي تبقى لهم، ماهي لغة الجنّة هذه المرّة أهي شاوية يخف نْتيطّاوين (راس العيون) أم شاوية عين التوتة أو شاوية ثاڤاست (سوق أهراس) … أم أنّ شاوية أوراس كلّها لغة جهنّم كما يؤمن البعثيون حتى من أبناء المنطقة؟!
نحن في أوراس نملك عزرائيلا وعزرائيل قد يكون أنثى كذلك، أولئك الذين يعتقدون أنّهم يبثون الوعي في أوراسيينا وقد نكون من بينهم نحن أيضا أحيانا.
تخيّل فقط أهوال يوم القيامة في أوراس، سينادي المنادي باسم مناضل ما، يتعصّر خوفا كأي بشري وتتثاقل خطوته ولكن مناضلا آخر سيسبقه سيسعى لكسب رضا الله على حساب الآخر سيسعى لإخبار الله مجانا عمّا فعله المُنَادًى المتثاقل .. رغم أنّ الله يعلم كل شيء، سيتصارعان يوم الحشر ويخرج كلّ منها علمه بعد أن تكون أرض أوراس قد فنت لا أحد يهمه أن تفن تلك الأرض، الأهمّ أي لون وأي علم وأية فرقة ناجية …
أموال الجمعيات سيشاهدونها تغسل “عيرانها” أمام أعينهم هناك لن يتقاسموا شيئا إلاّ الخذلان والعار ولكنّهم سيموتون وعار جهنم مختومة في خواتيم على ظهورهم …سينادى فيهم بإسم البياع بياع أرضه لصالح دينار يتساقط حتى يوم القيامة ولن تقوم له قائمة …
أنا فتاة لا تفعل شيئا سوى أمل أن أرى أرضي قبل يوم القيامة بيوم واحد تجمع أطياف أبنائها .. لا مانع لدي أن أتقاسم مكاني في جهنّم مع كلّ الذين تمّ تخوينهم لأنّهم بكوا أوراس اليتيم … لكن مكان الجنة التي حظينا بها دنيويا سيظلّ مملوكا لغيرنا، سنحشر في جهنّم كأوراسيين لأننا نرى ورضينا الوضع العام وتجاوزناه. أتمنى من صميمي أن يفهم كثيرون أنّ حمل علم آوراغ ذوبركان (العلم الأصفر والأسود) الأصيل أصالة نوميديا ليس انشقاقا ولا انفصالا، نحن لا نحتاج للانفصال، نحتاج أن يعاد توصيلنا بالأرض بابن أوراسي الذي يخونني وأخوّنه ويقف الشيطان والله بيننا في ثنائية تثير الغثيان .. فيما تذهب الأرض للقيامة وحدها .. الجنة هنا هي أوراس بكلّ أطيافه التي ما كانت يجب أن تكون أساسا، كان الولاء يجب أن يكون للأرض لا لشيء آخر ..
(يتبع…)