كتابتي لهذه السطور ليست سوى إيمانا بقدسية “احترام جهد الآخرين” واحتراما لجهد موقع اينوميدن وفريقه الشاب الواعي… شكرا لمجيئكم في هذا التوقيت وفي هذا الفضاء الافتراضي الذي يدحض المتحدثين بإسمنا في أوراس تزييفا وتلفيقا لما نحن عليه وما نريد أن نكون عليه… أما بعد
السرقة للمجهود الفكري للآخرين ليست بالغريبة عن معشر القراء والباحثين الفعليين ، شخصيا أصبحت لا أستغربها فأنا أصادف المئات منها بحكم عملي ، وإن أكثر ما يثير الخجل فيها أن تكون من شخصيات تدّعي العلم والثقافة وتستبق ذكر اسمها بدال مفخمة حتى في مواقع التواصل الاجتماعي وهنا هي علامة جزائرية مسجلة وبعقدة كبيرة.
وددت الحديث عن سرقة من نوع آخر تثير الشفقة أكثر من الغضب على من قام بها في آخر حلقة من حلقاتها(هذا عن ذاك). هي سرقة مقال من مجهود مجموعة من الشباب المثقف الذي سعى ويسعى لنشر ثقافته في قالب جميل تحت شعار تقاسم المعرفة التي ينادي به العالم في فضاء الانترنيت ” المشاع الإبداعي ” وهم لم يطلبوا مالا ولا إشهارا لكل من يقتبس أو حتى ينقل مقالا كاملا عنهم ، سوى أن يذكر المصدر: موقع اينوميدن وهو حقهم.
الغريب أن من قام بذلك هو إعلامي وأستاذ … والأغرب ردوده الاستفزازية التي لا تليق بما يدعي من أستاذية. تبريره في البداية كان هروبا نحو المصدر الذي نقل منه مباشرة المقال: صفحة باحثة. السيدة الباحثة كما عرفها في تبريراتها إكتفت أنها هي التي لم تشر إلى المصدر بل بررت نقلها للموضوع من مواقع أخرى دون ذكر موقع إينوميدن مع العلم حتى هذه السرقة فيها أثر لموقع إينوميدن لم يعلما أن هناك نوع من السرقة بقالب “فن من الفنون” تستدعي نوع من الذكاء الخارق وهي تعطي احتراما لفاعلها على ذكائه ولكنها تبقى سرقة في تنفيذها أما هنا فهي مثيرة للشفقة وهي نوع من “التجغبيل” .
الرد الغريب والمثير للشفقة أكثر هو للسيد الأستاذ وهو من يتبعه الكثير من “الفانز”، حين يرد أنه من المفروض أن يشكره أصحاب الموقع لأنه جعل الكثير يطلعون عليه ويتقاسمونه على صفحاتهم وهذا نص رده .
تعليقا على هذا المنشور:
بداية السرقة تسمى بإسمها: فِعلُكم هذا سرقة ولا إسم له غيرها والقارئ الفعلي والمثقف الحقيقي المتتبع لهذا النوع من المواضيع التي ينشرها موقع اينوميدن لا يحتاج لوسيط في الفايس بوك بهذه الطريقة، الموقع مزود بخاصية تسمح بتقاسمه مباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي.
الموقع مغمور : نعم مغمور بقدر وفكر وجهد من فكرّ في تأسيسه، يكفي أنهم فريق شاب متعلم ومثقف ، وهم يبذلون جهدا كبيرا في إخراج هذا الموقع ويتيحونه مجانا ولا يطلبون مقابله مالا ولا إشهارا لأنهم يعون جيدا معنى تقاسم المعرفة ولا يسوقون له “بخاتم سوليمان” أو بعدد أكثر من “الجامات” ولا يسعون لصناعة قطيع من المتابعين دون وعي.
سرقة الهوية الأمازيغية : لا أحد يود سرقة الهوية الأمازيغية فهي ملك لكل جزائري حقيقي وليس لكل مستلب الهوية والتائه عن معنى كيانه في الجزائر ولا أحد منهم ينصب نفسه أستاذا أو يحلم أن يكون وزيرا ، استوزارهم في ما يقومون به يكفيهم فخرا.
تهذيب اللغة(رب عذر أقبح من ذنب) : بما أنك تحس نفسك أمازيغيا ومؤخرا شاويا ولكن… بثلاث نقاط خلفها ، وأنت سيد في اللغة العربية لماذا لم تتصل بأصحاب الموقع وتقترح التصحيح تطوعا مادام الموقع كله عمل تطوعي لا أحد يجني مالا منه ؟
سرقة الهوية الامازيغية ؟ !!! الهوية لا تسترق ولا تمنح وإنما تتكون ويتقبلها كل شخص منفتح على تاريخه ومجتمعه . ومؤسسي الموقع هم أصحاب هوية يعملون لنشرها والتعريف بها وهم مشكورين على ذلك.
كيف يشكر أصحاب الموقع من “سرق”( لأنه لم يذكر المصدر) أكثر من عمل لهم وينشره باسمه كونه حقق له الشهرة ، الموقع في غنى عن هذا النوع من التعريف بمحتوى الموقع ، حقيقة الفكرة لا يستوعبها عاقل أو كل من يكتب فقرة بجهده لا بالاقتباس والتحوير . وفي هذا السياق ذكر أحد متابعيه أن هذا الفعل ” جرم” فتح النوافذ لتدخل الشمس …. للأصحاب الموقع أي منطق أن تكسر نوافذ منزل الآخرين بحكم أن تسمح بدخول النور والشمس لهم، هذا اسمه حرق وذر الرماد وتبوأ مقام ليس لك حق فيه .أليس من العرف أن تدخلوا البيوت من أبوابها وان كنت كريما أن تعرض وساطتك بين الشمس وبينهم وبذلك تحسب لك الوساطة.
ما حققه الموقع منذ تأسيسه يكفي فخرا لأصحابه وسيستمر لآلف السنين لأنهم يخاطبون الفكر برقي وعلم ،سيستمر مادام هناك شباب مثل أصحابه لهم من الثقة والثقافة والوعي تجاه هويتهم وأكثر شيء يجعلهم يستمرون هو وعيهم نحو تقاسم المعرفة بمصداقية( مقالاتهم يكتبونها بذكر مصادرهم).سيستمر ، سيستمر …
وأخيرا أخذ جهد الآخرين وطمس مصدره سرقة ولا يعوضها حتى خاتم سليمان ….
خديجة أولم
موقع إينوميدن كان قد نشر مقالين حول الموضوع
مقال بالفرنسية نُشر سنة 2015 : http://wp.me/p7nFPX-lm
المقال بالعربية منشور سنة 2016 : http://wp.me/p6iX0G-AG