منذ اندلاع الثورة التحريرية المجيدة ركزت سلطات الاحتلال الفرنسي كامل قوتها العسكرية على مهد الثورة التحريرية “جبال اوراس”، حيث عمدت بكل السبل والوسائل المتاحة إلى “تهدئة الأوضاع” حسب الدعاية الاستعمارية في تلك الحقبة. ابتداء من سنة 1955 أنشأت فرنسا أول سجن خاص بالنساء في “ثيفلفال” بلدية “إيغوسار” بمنطقة “إيغزر آملال” في حين لم الثورة قد بدأت بالفعل في معظم مناطق الوطن.
بتاريخ 20 أوت 1955؛ افتتح رسميا هذا المعتقل، الذي كان الهدف من ورائه ضرب الروح المعنوية لمجاهدي جيش التحرير في الولاية التاريخية الأولى آوراس نمامشا، من خلال حبس زوجاتهم، أمهاتهم، بناتهم، وأخواتهم. المحتل بدناءته المعتادة حاول استغلال المرأة الشاوية، التي تعرضت لأعتى اشكال الترهيب والرعب منذ الأيام الأولى للثورة، ولم تحضى بفرصة لالتقاط أنفاسها من الأحداث المتوالية للعنف.
في المعتقل تم الزج بأكثر من ثلاثمائة (300) امرأة، كن يمضين النهار في العمل في الحقول لتلبية الحاجيات المعيشية لعائلاتهن، ويجبرن على المكوث طوال الليل في المعتقل في ظروف لاإنسانية للنيل من المجاهدات سليلات الملكة الشاوية “ذايا” (ديهيا) .
لم تتوقف معاناة حفيدات “ذايا” عند الاعتقال، ففي يوم 26 سبتمبر 1955، وانتقاما من عملية مسلّحة لمقاتلي “آوراس نمامشا” قتل فيها ضابط برتبة “ملازم”، في مركز عسكري يقع قبالة معتقل “ثيفلفال” أقدم الجيش الفرنسي على قصف النسوة في سجنهنّ، نكاية … فاستشهدت 13 سجينة وأجبرت البقية على البقاء طوال الـ24 ساعة الموالية وسط الاشلاء.
بعد هذا الهجوم الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من السجن، تم نقل المعتقلات إلى مكان آخر حيث قبعت بعضهن في السجن حتى الاستقلال.
في هذا الوثائقي تشاهدون شهادات تسرد فيها بعض المعتقلات الأحداث التي جرت خلال فترة حبسهن في معتقل “ثيفلفال” الخاص بالنساء.