خبر عاجل
تناقلت البارحة وسائل الإعلام المحلية و الدولية خبر اعتقال أربعة متظاهرين فلسطينيين من طرف قوات الأمن الإسرائيلية ,المحتجون كانوا قد خرجوا في مسيرة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ,قوات الأمن الإسرائيلي اعتمدت على مجموعة المستعربين في قوات الشرطة و التي اخترق أربعة منهم صفوف المتظاهرين متحلين بالعلم الفلسطيني و الكوفية رمز الثورة الفلسطينية ضد الانجليز.
اللا حدث
قوات الأمن الجزائري تعتقل ثلاثين جزائري و تعتدي عليهم بالضرب ,من بين المعتقلين امرأة حامل أغمي عليها أثناء الحجز فتنصلت قوات الأمن الجزائري من المسؤولية بارسالها مع الحماية المدنية دون مرافقة و دون اثبات الحادثة لترمى في مصحة الأمومة .
المعتقلون كانوا قد خرجوا في مسيرة ضد قرار البرلمان المتعلق بتعليم الأمازيغية ,وكانوا في أغلبهم من الطلبة وبعض الصحفيين و الأساتذة و بعض الناشطين الثقافيين في بلاد إشاوين و أكيد كان المعتقِلون بكسر القاف في أغلبهم من المتسربين مدرسيا ,أما المفارقة أن قوات الأمن الجزائري إعتمدت نفس الاستراتيجية الصهيونية يومين قبل حادثة البارحة حيث تواجد بعض المتمزغين الذين إخترقو المسيرة و في لحظة الهجوم الأمني كانوا هم من يوجه القوات الامنية للمعنيين بالإعتقال و الذين تم استهدافهم حسب معايير مدروسة .
المقارنة
القوات الإسرائيلية بالنسبة للفلسطينيين قوات إحتلال و من السذاجة إنتظار فعل أو رد فعل من طرفها أساسه المودة و الرحمة ,قوات الأمن الجزائري بالنسبة للجزائريين هي جهاز دولة من مسؤولياته حماية المواطن .
قرار ترامب هو قرار رئيس دولة أجنبية ,قرار البرلمان الجزائري هو قرار مؤسسة وطنية يتلقى أعضاؤها أجورهم لكونهم منتخبين و مختارين من طرف الجزائريين مواطنين كانو أم رعايا .
قرار ترامب هو قرار يمس بالهوية الادارية للقدس و لا يمس بهويتها التاريخية و الديموغرافية ,قرارالبرلمان الجزائري يمس مباشرة في هوية الجزائر الدستورية المعترفة بالامازيغية كمقوم هوية دون تجاوز المساس المباشر بهوية و كرامة شريك مؤسس في الوطن كونه اثنيا من السكان الاصليين و تشريعيا مواطن درجة دنيا .قد ينتقد شخص ما بكون إسرائيل بدأت في تغيير أسماء بعض أحياء القدس ,الرد سيكون بإحالة الى المجزرة الطوبونيمية في شمال افريقيا عموما و بلاد إشاوين خصوصا .
قرار ترامب و الحكومة و قوات الامن الاسرائيلي قائم على اديولوجيا صهيونية-مسيحو-يهودية قومية عنصرية لا تختلف في تأصيلاتها عن النازية و الفاشية مبررة بتحالف مع كهنوت ديني مسيس شبه رسمي مدعوم من جهات ذات نفوذ مطلق ,قرار البرلمان الجزائري قائم على اديولوجية عروبية قومية عنصرية لا تختلف في تأصيلاتها عن النازية و الفاشية مبررة بتحالف مع كهنوت ديني مسيس شبه رسمي مدعوم من جهات ذات نفوذ مطلق .
التركيب
حين يناضل الفلسطيني عن هويته و هوية أرضه هو أكيد بطل لكن هل لنا الحق في التحفظ حين يناضل الأمازيغي عن هويته و هوية أرضه ,في الوعي الجزائري الرسمي و الشعبي نعم مادامت المباديء هي اكثر شيء مطاطي عرفته مجتمعات ما بعد الاستعمار فحين يختار وزير الخارجية على أساس قدراته الدبلوماسية و المهادنة للقوى الاستعمارية و الامبريالية الكبرى و يختار وزير الداخلية على اساس جبروته و قدرته على قمع الشعوب لا نتعجب , فإعادة انتاج المنظومة الاستعمارية وطنيا هو ما يجعل تعامل مؤسسات الدولة لا يختلف عن ممارسات الاستعمار و لمن لم يعاصر الفترتين ,المقارنة بين فعل قوات الامن الوطني و قوات الاحتلال الصهيوني تثبت النظرية .
و في الاخير عاشت “سُمية حرّاث” و كل سُميّات الجزائر و لا عاش من يعتقد بقدرته على قمع او اهانة كل سمية عرفتها و ستعرفها هذه الارض .
موح-ترّي
