إستعمل الإسلاميون و التعربيّون طيلة سنوات الدين لشيطنة المدافعين عن الهوية الأمازيغية و تخوينهم . إلا أن هذه التجارة التي كانت رائجة لعقود مضت , أصبحت اليوم , مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي , تجارةً كاسدة تفرق عنها الناس .
فوسائل التواصل الإجتماعي عرّت تجار الدين و العروبة هؤلاء و كشفت أنهم عنصريّون و إقصائيون لا يقبلون النقاش .
هذا بالتقريب ما قلته للإعلامي الشاوي سليمان بخليلي المعروف بتوجهه العروبي في إحدى نقاشاتنا على الفايسبوك . و لأنه أنكر ذلك و إتهم “البيربيرست” بكونهم هم الإقصائيون , عرضت عليه التحدي الآتي : أن ينشر مجرّد مسلمات حول الأمازيغية يدعّي أنه يؤمن بها على صفحته الفايسبوكية . طبعا تهرّب لأنه يعلم أن متابعيه الذين في اغلبهم من معتنقي الايدولوجيا التعريبية و الأصولية الإسلامية لن يسمحوا بذلك وسوف يهاجمونه .
منذ مدة قصيرة أعدت عليه نفس التحدي في منشور فايسبوكي جديد (أنظر الصورة)
قام الأستاذ بالتهرب مرة أخرى و رفض أن يقبل التحدي .
لكنّه نشر الأسبوع الماضي على صفحته منشوراً يشيد فيه بولاية تيزي وزو لتصدرها للترتيب الوطني في إمتحان الباكالوريا و يرد على بعض الصفحات التي تروّج للفتنة الجهوية بالتشكيك في أحقية الولاية في تصدر الترتيب .
و رغم أن أغلبية الجزائريين يعلمون أن هؤلاء الذين يشيطنون منطقة القبائل عبارة عن عنصريين تكفيريين , إلا أن الأستاذ بخليلي تعرض إلى حملة شرسة بسبب المنشور .
فالأستاذ الذي كان في الأمس القريب رمزا من رموز الدفاع عن اللغة العربية و الذود عن حمى الإسلام , الإعلامي الذين كانوا يجمعون له التوقيعات ويرشّحونه لمنصب وزير للتربية لكي يوقف “المشروع التغريبي البربيريستي لبن غبريط” , نفس هذا الشخص أصبح اليوم “زوافيا” , و شاويا بربريا “يسب الإسلام ويسخر منه” .
أما النائبة نعيمة صالحي فذهبت إلى حد إتهامه بالغش في مسابقة “فرسان القرآن” التي كان ينتجها منذ سنوات . فقد نشرت نصاًّ لكاتب يتّهم الأستاذ سليمان بخليلي بأنه تلاعب بنتيجة برنامج ” فرسان القرآن” لسنة 2008 وذلك بإعطاء الجائزة لمتسابق “قبائلي” بدل متسابق من ولاية الشلف كان الأجدر -في نظر الكاتب – بالجائزة (أنظر الصور المقابِلة ) .
سليمان بخليلي يشرب اليوم من نفس الكأس التي شربنا منها نحن أمس لأننا ندافع فقط على هويتنا الأمازيغية , سليمان بخليلي الذي كان يصفنا بأننا “متطرفون” نناصب العداء للإسلام و العربية يواجه اليوم نفس هذه التهم الجاهزة .
و رغم أنه مسح منشوره و لم يثبت على موقفه , إلا أننا من هذا الموقع ” المغمور” كما وصفه أحد المرات , ندين هذه الحملة الشنيعة من التشهير التي يتعرّض لها سليمان بخليلي ونؤكد تضامننا الثابت معه في هذه المحنة. كما ندعوه في الأخير إلى تطليق وهم العروبة , هذه الإيدولوجيا العنصرية الإقصائية و ندعوه إلى الإنظمام إلينا في خندق الأصالة و الهوية : خندق ثامازيغت .
يوغرطا حنّاشي