تهانينا الصين تنوب عنا لتصدير فننا
خلال هذا الأسبوع ومن قلب أوراس جغرافيا تابعت افتراضيا وبحب ككل الشاوية مقتطفات من رقص الصينيات الجميلات للرقص الشاوي وعلى أنغام موسيقى شاوية نقية ” واق أبعذ وبريذ ” تبدو أنها تحضيرات لعرض فني جميل كن متناسقات في حركاتهن خفيفات في أدائهن تذكرت مباشرة رقص النساء عندنا في وقت مضى ومصطلحات تصف خفته من قبيل : تسوج كي لحمامة … فعلا المقتطفات كانت تحضيرا للعرض الرسمي لفرقة شبانية بالعاصمة الصينية يتوسطهن شاب صيني أيضا تلحفنه بما يشبه برنوس أبيض ليندمج معهن بالرقص في لوحة فنية جميلة.
اللقطات تناقلتها بإندفاع صفحات عدة خاصة بالشاوية، لكن ما أثار انتباهي هو تقاسمهم هذه اللقطات واعلانات “الحب بوقلب أحمر” و”لايكات” زرقاء تليها التعليقات التي تهيب بجمال الرقص الشاوي وتحية لمصمم الرقصات والاشادة بأداء الصينيات للرقص الشاوي. لكن ولا تعليق تساءل عن غياب هذا النوع من الفرق في أوراس بالتحديد، فرق من بنات وأبناء أوراس.
شخصيا على قدر اعجابي بفكرة العرض على قدر أسفي وتحسري أن هذا الفن تنعدم فرق خاصة به في أوراس بولاياته الثمانية حتى لا أقول الجزائر لأن تراث كل منطقة يجب أن يتكفل بتثمينه وعرضه بناته وأبناءه . إن المشكل بأوراس أعمق بكثير في ما يخص الفن الشاوي غناءا ورقصا ، فإلى غاية نهاية التسعينات كانت الأعراس بعمق أوراس تقام لأيام حيث ترقص الشابات والمسنات دون حرج مع فرقة الرحابة أو فرقة القصبة وفي الليلة الكبيرة لوصول العروس تقام سهرة على شرف وصولها بالقصبة والراقصات” ثيشطاحين” أغلبهن يعملن في نفس الفرقة, لكن ما أذكره أن الافتتاح للسهرة يكون لوالدة العريس أو خالته أو عمته إن كانت هذه الأخيرة متوفية.
في ساحة الرقص “أطرحث”، التي تعد مسبقا بأسابيع تلتزم الأم بأن: ترقص ” أتويد أبريذ ايمميس ” لأجل ابنها العريس وهي رقصة مهمة لها جدا حيث “تسوج” بخطوات جميلة تحسها أنا تمشي فوق الماء وهي مرتدية ” ثاغباريث ” ، يقف بعدها أصدقاء العريس يحيونها “استحجيلين” بوضعها في المنديل الذي تضعه على رأسها. إن الرقص عندنا تحية وفرح، يشكر عليه بصرخة: بوه بوه ، بالمال” ثاحجيلت” و”بالزغراتات اذا حياو” , وضرب البارود فوق رأس مؤدية الرقصة أكثرها تقديرا.
هذه المظاهر ظلت حتى خلال العشرية السوداء، لكن مع نهايتها ببداية الالفية الجديدة ” ذاب الثلج ولم يظهر المرج بل صحراء قاحلة يشوه فيها ما بقي فيه فن الشاوية الجميل، فالحديث حتى فيه عند الأغلبية من الشاوية أصبح عيبا وحراما, فيكفي أن يوجه كل شاوي أعجب بالفيديو الصيني السؤال لنفسه : هل سأسمح أو أشجع فتاة من عائلتي بعمر أولئك الفتيات الصينيات، أن تشترك في فرقة فنية للرقص الشاوي أوالفن الموسيقي الشاوي عموما كالغناء . أكثر إجابة جاهزة ستكون: ما لقات مادير تتعلم الشطيح؟؟؟؟ “ذايا اسقيمن” بغض النظر عن الحرام والحرمة والعيب والرجلة والفكرة هده موجودة عند الجنسين.
هذا التفكير سافر مع الشاوي حتى خارج الوطن حيث نجد أن الشاوية من المهاجرين الجزائريين لا يكونون فرقا فنية للفن الشاوي تندمج فيها النساء الشاويات ولا حتى الرجال. ففي كندا مثلا حيث اغلبية المهاجرين الجزائريين من ذوي مستويات تعليمية جامعية نجد “القبائليين” هم أنشط من يكون جمعيات وفرق للحفاظ على الفن الموسيقي الخاص بمنطقتهم والتعريف به ويعلمونه لأبنائهم وبناتهم المولودين بكندا ويفتخرون بذلك. أما عند جالية الشاوية حتى عندما يقومون بتنظيم مهرجانات للموسيقى أو الأغنية الشاوية يستقدم كل ممسوخ ليغني باسم الشاوية أما من يغنون الاغنية الشاوية فعلا فلا نجد له أثرا فيها.
ندائي لمعشر الباحثين في علم الاجتماع بأوراس: ابحثوا في هذا الموضوع المتعلق خاصة باختفاء الرقص العلني للنساء في الأعراس الشاوية، بعدما اختفى اللباس الشاوي لهن ، وابحثوا في تغير حتى نوع الموسيقى المستعملة خاصة في الاعراس فمن القصبة والبندير والرحابة إلى “السانتي ” والراي و”العياطي” الذي يطلق عليه عنوة صفة الشاوي وكثيرا ما يلحق بأسماء مؤدييه فلان الشاوي ؟
ندائي للموسيقيين أيضا أن ينتبهوا لدورهم ويكونوا فرقا خاصة بالموسيقى والرقص الشاوي يكونون أعضاء منها ومؤدين للغناء والرقص حتى يتشجع المجتمع بالانضمام لهم.
ختاما لمن سيوجه لي تحدي أو دبارة “روحي أنت ترقصي” ورغم بعدي كل البعد عن عالم الفن والموسيقى ، أنا مستعدة للدخول في فرقة فنية لتثمين هذا الفن وتمثيل أوراس.
خديجة أولم