تعليم الأمازيغية رحلة لم تبدأ فعليا
دائما و أبدا ما كان تكفّل الدولة بتعليم الأمازيغية رأس المطالب الهوياتية و بعد حقب من الرفض ثم القبول الإلتفافي لا يزال هذا المطلب حاضرا رغم الوعود الدائمة بالتكفل بالتعليم المؤسساتي للأمازيغية بتفعيل ذو غايات احصائية غالبا في واقع يثبت دائما مدى تفاهة الاحصائيات مقابل الغياب الفعلي في عموم دزاير لتعليم الأمازيغية .
الجهد الرسمي و إمكانية إهماله حسابيا
دائما ما تكون إحصائيات الجهات الوصية المتعلقة بتعليم الأمازيغية أشبه بتدليسات منها لوقائع فحين يعلن عن عدد من الولايات يعطى نوع من الإيحاء بتعميمها في الولايات المذكورة مع العلم مثالا لا إجمالا أن و لاية خنشلا و التي تدخل الاحصائيات الدورية و ذلك بمنصب بيداغوجي واحد على مستوى الولاية (تم فتح مناصب اضافية هذه السنة) و إختيار خنشلا المحافظة على اللغة الأمازيغية على مستوى كل بلدياتها يعري واقع ولايات أخرى كالشلف مثلا, أما عن الواقع فيمكننا الحديث في وقت يتم فيه الإلحاح على التعميم الاجباري لتعليم الأمازيغية على ما يلي:
استهداف المناطق المحافظة على اللغة و ذلك بالحد الادنى من الأقسام الكافية لادخال هذه الولاية او تلك في الاحصائيات, مع حالات نادرة بدأت بوادرها هذا الدخول حيث يكون التلاميذ من أصول قبائلية غالبا.
الابقاء على الشرط الاجتماعي لتخصيص مناصب بيداغوجية أي فتح أقسام حسب طلب الأولياء كخيار في حين لغات أجنبية تم تعميمها و باجبارية.
عدم توفير الكتب و المناهج التربوية لعموم المتغيرات بل الاكتفاء بمتغير و حيد مشمول بالعناية.
تعليم الأمازيغية و واقع استقالة المناضل
و من جهة أخرى دائما ما يستنكر مناضلو الحراك الهوياتي التخاذل الممنهج للنخب المتسلطة و المؤسسات الرسمية في تفعيل تعليم الأمازيغية و حديثا في الإطار الشاوي و أخذا لأفراقسو (بوحمامة) في خنشلا كمثال حيث الوعي الهوياتي يكون شريحة ذات ثقل اجتماعي محترم نجدها تخلو من قسم حتى خارج مؤسسات الوزارة الوصية أي غياب حتى الرغبة عند المناضلين في تعلم الامازيغية فما بالك بتعليمها لأولادهم فبعقبة المطلب الاجتماعي يمكن فرز المناضلين حسب وعيهم , فأن يتكاسل المناضل عن أي جهد ليتخلص من أميته الأمازيغية لا يثير العجب حينها عدم سعيه لتعليم أبنائه الامازيغية في مؤسسة رسمية فالتوقيع على استمارة أصعب من القاء اللوم على النخب المتسلطة و مؤسسات الدولة المعادية للأمازيغية تاريخيا في حين كان من واجبه القيام بعمليات تحسيس للأولياء لطلب تعليم أبنائهم لغتهم الأم.
أما عن من يدعون النخبوية و المتشبثين بلقب مثقف من المنطقة فمن المثير للسخرية أن تبدع و تجيد الابداع بلغات أجنبية في حين تفشل فشلا ذريع في ابداع جملة بلغتك الأم هذا دون تجاوز الأخطاء الاملائية المرافقة لكل كلمة قد تكتبها و ناهيك عن الالمام شبه الشامل و المطالعة الدؤوبة لنصوص بمختلف اللغات المتاحة و تكوين معرفة شخصية حول أعمدة الثقافات الأجنبية و أنت لم تسمع يوما بموحيا و بن محمد و لم تقرأ “أسكوتي” أو أغيول ن جنجيس” مثلا و تبقى هكذا محافظا دون خجل على لقب مثقف أمازيغي.
خاتمة
لوم النشطاء و المثقفين فيما يتعلق بتعليم الأمازيغية لا يعني غض النظر عن عورات المؤسسات الرسمية و تشريعاتها فلو كانت الاحصائيات تعطى بالنسبة المئوية على المستوى الاجمالي للمتمدرسين لظهرت مأساوية تعليم الأمازيغية و مدى التكفل الفعلي للجهات الوصية لذا سيبقى مطلب تعميم و إجبارية التعليم قائما الى غاية تحقيقه أما عن مستقبل لغتنا الأم فأكيد لن ينتهي ببضع سويعات أسبوعية في المؤسسات التعليمية فالمطلب الجوهري و العادل كان و يبقى في أن تكون لغتنا الأم لغة بيداغوجية و هذا ما يميز الحراك الهوياتي عن حراك العداء للآخر فالأمازيغية لا يمكن أن تكون حصان طروادة لأي لغة أخرى وطنية كانت أو أجنبية و لن تكون بوابة عبور أو خندق صراع بين الموالين للغات و الثقافات الاجنبية.
موح ترّي