– على خطى يوغرطا سار كمال الدين فخار شهيدا و وريثا شرعيا لقوافل الشهداء التي اختارت أن تكون قرابين على مذبح الوطن, و على خطى بوخوص سارت جموع الخونة لتستشفي في فقد جسد و تتحسر على خلود روح كل الشهداء .
كمال الدين فخار اختار مصيره و كان شهيدا مع سبق الإصرار و الترصد, اختار مواجهة الطغيان و استخرج من ضميره قرار الهدم ليجعل لأحلامه البريئة بنيان, لم يكن موته عرضيا فليست أول مرة يُعتقل فهو في القائمة السوداء لأعداء الوطن منذ أمد و لم تكن معدته الفارغة سلاحا استراتيجيا يخبؤه للشدائد فهو كان يرى أن الشدائد لم تفارق أرضنا لذا لم يكن إضرابه الأخير عن الطعام الأول, فقد كان دائما ما يعرض جسده للفناء ليقول “لا” لموت الوطن .
و كجدِّه يوغرطا لم يكن العدو ليصل إليه لو لا سوء حسابات الأقربين إن لم نقل الخيانة فنفس الأعيان الذين أبنوه في بيان سبق و أن تبرؤ منه و من أفعاله في بيان آخر كالحزب الذي سجن أول مرة لأنه كان يحمل فكره و الذي تبرأ هو الآخر منه في أول منعرج مختارا وعاءا انتخابيا محليا أشبه بالكوطة الممنوحة منه إلى وعاء نضالي أي أن معركة كمال الدين فخار ضد النخب المتسلطة الفاسدة و منظومة الحكم الفاشلة كانت تتصادم بواق للصدمات محلي و بنيران صديقة تفوق كثافتها كثافة نيران العدو, فما بالك بالأبعدين خاصة و أنه ينتمي إلى أقلية اثنية و دينية مع نضاله الحقوقي و السياسي الذي يسفه أحلام جموع التافهين ليكتسب شهيدنا بكل سهولة جحافل من المعادين و المهللين فرحا أمام نعشه فهو كان ككل الشهداء كابوسا يفسد غفوة الأموات .
فلو اعتبرنا كمال الدين فخار كضحية لكان ضحية للأعيان و للإدارة المحلية و النخب السياسية الوطنية من موالاة و معارضة و من كل من أتيحت له الفرصة ليغير في تاغردايث أساليب التسلط و الحكم المافيوية و اختار سلامته الشخصية فلو كان ضحية لكان ضحية اللامواطنة المعاشة و اللامبالاة و اللاأخلاق و أكيد لكان ضحية فاشية المجتمع و الدولة أي أنه لو كان ضحية لكان ضحية لكل البخاص قبل أن يكون ضحية للسجن التعسفي و الإهمال الطبي, لكن كمال الدين فخار ليس ضحية بل هو شهيد و كجده يوغرطا مات طواعية من أجل آخر بقايا الشرف في هذا الوطن, فقد مات الدكتور كما مات الاقليذ مضربا عن الطعام في السجون فليس بديلا عن الحرية لدى الأحرار سوى الموت .
موح ترّي