ببالغ الاستياء، بلغنا نبأ محاولة إتلاف تمثال جلالة الملكة “ذايا” المعروفة أيضا باسم ديهيا، والمكنّاة بالكاهنة. المنصّب وسط مدينة “باغاي” التابعة إداريا لولاية “خنشلة”.
وأيّا كانت الأسباب والدوافع، وراء هذه المحاولة التخريبية، التي طالت رمزا وطنيّا وإنسانيّا بارزا، فإننا:
- نحمّل الإدارة المحليّة، في “بلديّة بغاي” كامل المسؤوليّة للتكفل بالأضرار الناجمة عن عمليّة تخريب تمثال جلالة الملكة، ونلزمها بممارسة واجباتها المقررة قانونا في صيانة النصب التذكاري والحرص على سلامته من التخريب، باعتباره نصبا تاريخيا وجماليّا يقع في تراب البلدية.
- نحذّر الأجهزة الأمنيّة المسؤولة، على المستويات: المحليّة والولائية والجهويّة والوطنيّة، من تفشّي خلايا نائمة ميدانيّا، تنشط على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر مواقع على الشبكة العنكبوتيّة، تحت مسميّات متعددة، تروج لخطاب كراهية ضدّ كلّ ما له علاقة بالهوية الأمازيغية، ونلفت انتباهها إلى أنّ هذه المحاولة التخريبية قد لا تكون مجرّد ممارسة طائشة لشباب متهور.
- نحذّر جميع قادة الرّأي، والفاعلين، والنشطاء، والنخب الاجتماعية والثقافية والسياسية، وجميع المسيرين والمسؤولين على المستويات: المحليّة والولائية والجهوية والوطنية؛ إلى أنّ هذه الخلايا النشطة إعلاميا، هدفها الأوّل والرئيس: ضرب الهويّة الأمازيغية، المقرّرة دستورا، في مقتل. باستعمال طرق وتقنيات مشبوهة، من نشر للكراهية والترويج لخطابات دينية وعرقية متعصبة ومتطرفة، مشابهة لتلك المستعملة في عمليّات صناعة “الحرب الأهلية” كالّتي شاهدنا في العراق وسوريا.
- ندعو جميع النشطاء والمناضلين؛ المعنيين بالهوية والثقافة واللغة الأمازيغية أيّا كانت انتماءاتهم الحزبيّة أو الفكرية أو الجمعويّة، خاصّة الشباب منهم، إلى التزام الهدوء وضبط النفس، وانتهاج السلمية التامة، خلال حراكاتهم المقرّرة من أجل ردّ الاعتبار لنصب “جلالة الملكة”.
إنّ تمثال جلالة الملكة، يقف شاهدا على إحدى أبرز عصور تاريخ بلاد إيشاويّن والجزائر والشّمال الإفريقي قاطبة، في معقلها، وبين أبنائها، في منطقة لا تزال محافظة على لغة عاشت لآلاف السنوات، وتواصل، رغم الدّاء والأعداء، وأصبحت اليوم لغة وطنيّة ورسمية.
هذا التمثال، نصب تذكاريّ أشرفت على وضعه، ومولّته الدولة الجزائريّة، التي تعتبر بذلك الملكة “ذايا” رمزا من رموز الهوية الوطنيّة، والمساس بهذا النصب هجوم على الهوية الوطنية المقررة دستورا، والوقوف في وجه هذه المحاولات، واجب وطنيّ يتحمّله على السواء المواطنون والمسؤولون وأجهزة الدولة.
هذا التمثال هو رمز لقيم حضاريّة لا يمكن من دونها أن نبني وطنا ولا أن نكون شعبا، والمساس به، هو قتل لكلّ ما بقي من أمل في نفوس شبابنا. وسنقف بكلّ حزم، كمواطنين أحرار وشرفاء في وجه محاولات قتلنا.
دائرة الحامّة – 16/08/2016
ع/ نشطاء إيشاويّن: الجهاز الإعلامي.
لتحميل البيان بصيغة PDF : إضغط هنا