بعد الملل والمستوى المتواضع الذي ساد اليوم الثاني من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، في طبعته الثامنة، حلّ العرض الأول، في اليوم الثالث، بمسرحية “بوثلوفا” لفرقة الجمعية البلدية – بوعنداس، القادمة إلى هباثنت من سطيف، كسابقاتها.
ورغم الضحك والقهقهة التي سادت القاعة، طوال العرض، من قبل الجمهور الذي لم يكن للأسف ذواقا فعليا للمسرح، ما جعله يحول العروض إلى مناسبات للضحك، لا الفرجة المبنية على ثقافة المسرح.
وعلى النقائص الكثيرة، إلا أن النقطة الوحيدة التي يمكن أن تحسب لهذا العرض، كانت أصالة النص، إذ لم يكن مترجما أو مقتبسا، وعلى بساطته إلا أنها تبقى ميزة للمسرحية عن بقية العروض، تحسب للقائمين على الفرقة. أما الكارثة الكبرى خلال مسرحية “بوثلوفا” فقد كانت صاحب الدور الرئيسي الّذي كان غائبا تماما، إلى درجة أن الممثلين الثانويين استطاعوا اختطاف الأضواء منه.
العرض الثاني؛ “تاضصا ذي تواغيت” للتعاونية الثقافية “ماشاهو” من إيفرحونن، والتي قدمت عرضا “آمازيغيا” تعاونت فيه ثلاث مناطق أمازيغية، غيّر الجو العام، وقدّم أخيرا بعض الفرجة للمتابعين. المسرحية التي أخرجها ببراعة الإيموهاڨي “عزوز عبد القادر”، وأبدعت الفرقة في تجسيد النص والآداء، بل وحتى السينوغرافيا التي كانت أول سينوغرافيا تُلاحظ خلال المهرجان، حتى هذا العرض؛ أي أن التمكن من مختلف الأدوات المسرحية كان مبهرا، لولا ضعف النص الأصلي، الّذي خطه العراقي “محمود أبو العباس” من العراق، فأغرقنا هذا “النص” في العبثية بمعناها اللغوي لا الاصطلاحي.
ولا يخفى عن متتبعي المجال المسرحي، في دزاير؛ أنه بعد استيراد “جواد الأسدي” صارت النصوص العراقية من الدرجة العاشرة موضة شائعة رغم سرابيتها وفقدانها للمقومات الدرامية وامتلاء حواراتها حشوا وصورا غير مؤدية لأي معنى، وطبعا يبقى حديثنا عن اللوحات الجميلة التي قدمتها الفرقة يبقى نسبيا فقط مقارنة مع العروض السابقة.
علما أن الدور الرئيسي كان للممثل الشاوي “عصام ثاعشيث” الّذي أبدع رفقة الفرقة، وقدّم مستوى مقبولا إلى حدّ كبير.
يبقى هذا العرض، وسط المستوى المتواضع العروض التي سبقته، على ركح المسرح الجهوي لـ”هباثنت” مرشحا لأكثر من جائزة، خاصة السينوغرافيا، والإخراج. علاوة على أنّه واحد من أندر التعاونات الفنيّة بين مناطق ناطقة بالأمازيغية، رغم أنّ العرض كان بالمتغيّرة القبائليّة، تخللته قطعة إفتتاحية إيموهاغية، وتهويدة شاوية تُرجمت إلى القبائلية.
كمال تيحمامين