السبت 02 ماي 2015 – دار الثقافة علي سوايعي؛ ماسكولا (خنشلة)
في إطار شهر التراث، بحضور ألمع الأسماء في سماء الشعر الآمازيغي الشاوي؛ أحيت مدينة “ماسكولا” ندوتها الأولى للشعر الآمازيغي النسوي. مناسبة هي الأولى من نوعها في بلاد إيشاويَّن، جاءت كبادرة لإعادة الاعتبار للأدب الشاوي الزّاخر بكمّ هائل من النصوص المتناثرة هنا وهناك، على شفاه أرباب الشعر المكتوب بالآمازيغية في آوراس آمقران، وبين ثنايا مسودّات دواوينهم التي لم ترى بعد النّور إمّا لعجز مادّي أو لتعنّت إداري…
على مرأى ومسمع من الحضور الغفير، أبدعت شاعرات آوراس لساعات، صباحا ومساءا، تحت تصفيقات وتفاعلات الشباب والشيب؛ كتّابٌ، وشعراء، وإعلاميون ونشطاء وأفراد فضوليون من الجنسين ملؤوا القاعة في الفترتين الصباحية والمسائية، واستمتعوا بإلقاءات رائعة، لكلّ من يمّاسْ نْوَاوْراسْ، وزرْفة صحراوي نجمتي اللقاء، بدون منازع، اللائي على وزنهن الثقيل في الساحة الأدبية الآمازيغية، إلّا أنّهما لم تحجبا نجوما أخرى أبدعن جنبا إلى جنب معهن، على صغر سنّهن.
“ديهيا” أو عايشي فايزة ابنة إينوغيسن، الإعلامية المستقبلية ذات الاثنين وعشرين عاما، كانت إحدى أبرز نجوم الحدث، التي أبهر مستوى نصوصها، تقنيتها العالية وموسيقية أشعارها الأخاذة أربابَ الشعر الشاوي، والآكاديميين، والباحثين، والنشطاء الذين حجّوا إلى ماسكولا من كل ركن في آوراس.
د. مالك بوجلال، د. مسعود نجاحي، د. معتز بن غالية، الأستاذ موحند الصالح أونيسي، بشير عجرود، عادل سلطاني، آغيلاس مازيغ، الفنان: جيمي مازيغ، ومنسّق شبكة الكتاب والباحثين في اللغة الآمازيغية “آوال” : مزياني الهادي، وأسماء أخرى كثيرة توافدت من مختلف أركان آوراس آمقران، لحضور محفل سليلات “ذايا”، والاستمتاع بنصوصهن . الندوة التي استمرت لأكثر من 5 ساعات، والتي حضرتها إلى جانب الشاعرات، وجوه نسوية بارزة، كالدكتورة نجيبة منصّري، والكاتبة : سعيدة عبوبة التي تحدّت رجلها المكسورة، وصعدت إلى الطابق الثالث بصعوبة بعد أن قطعت مسافة تفوق 300 كم للحضور. كانت فرصة لتفاعل الحضور الوافدين من عنابة، تبسة، باتنة، بسكرة، أم البواقي، وطبعا خنشلة مع أمهم اللغة، واكتشاف ركن آخر من أركانها اللامتناهية، الذي أذهل كثيرين ممن غاب عنهم وجود هذه الإمكانيات والتقنيات والثراء اللغوي والتجانس والموسيقية التي تتمتع بها “هشاويث”، خاصة الشباب الذين سجّلوا إعجابهم، وكذا استياءهم من الغياب أو التغييب المتعمد للغة الآمازيغية من الساحة الثقافية الخنشلية، الآوراسية، والجزائرية، وجعلوا يبحثون عن مصدر قارٍّ للمعلومات والأخبار حول مثل هذه المحافل الأدبية.
الغائب الأكبر في يوم الشعر الآمازيغي النسوي، كان الإعلام، كما جرت العادة في كلّ حدث آمازيغي شاويّ. عدى بعض المقالات في جرائد le matin, liberté والأوراس نيوز، لم يحضر ولم يكتب أحد عن الندوة، ليبقى الحدث في الظلّ لولا بعض المجهودات الفردية من قبل المنظمين على شبكات التواصل الاجتماعي.
الحدث شهد أيضا غياب أسماء كثيرة كانت مدعوة، لسبب أو لآخر، على أمل حضور أقوى وصدى أكبر في النسخ القادمة، التي أكّدت شاعرات آوراس، على وجوب ترسيمها كحدث سنوي مستقل عن شهر التراث، إلى جانب توصيات أخرى منها:
- ترسيم أيام أدبية نسوية أيام 20، 21، 22 ماي.
- تسمية الأيام على إسم الشهيدة “زيزا ماسيكا”.
- طبع الأعمال المشاركة وجمعها في إصدار خاص.
- تثمين و تفعيل دور المرأة في الحفاظ على اللغة الأمازيغية والمساهمة في ترقيتها.
- تنظيم مسابقات تحفيزية بإشراك الناشئة (في المؤسسات التربوية).
- تنظيم مسابقة وطنية نسوية للشعر الامازيغي.
- إعلان خنشلة عاصمة للتراث الأمازيغي.
- فتح وسائل الإعلام الوطني للغة و الثقافة الأمازيغية.
إلى جانب الشهيدة “زيزا ماسيكا” كانت ذكرى الدكتورة “نزيهة حمودة” أيضا حاضرة، ليختتم اليوم الأدبي بتكريم الشاعرات المشاركات : يماس نواوراس، زرفة صحراوي، ديهيا، فطيمة يحي باي، يماس نحمزة، نوال غانمي كذا وعدد من الآكاديميات والباحثات والناشطات : ماسّا سميّة حراث، جميلة فلاح، نجيبة منصري وأخريات…
ڤاسمي فؤاد