بعد عصور من النسيان والتهميش، في مدينتي الشهيرة باللامبالاة أخيرا يولد من رحم العدم وعي بالمحيط وإدراك حتمي بضرورة النظال ،لأجل الحفاظ على اخر ما بقي بين ثناياها من مكاسب ايكولوجية نادرة.. لتتوحد الكلمة والصرخة أخيرا “بيئتنا خط أحمر” يا مافيا البيئة.
إنتفاضة كان متوقعا أن يتم إستدراجها الى فخ التحزب ومحاولات تكييفها وفق ايديولوجيات كل المصادرين لأحلام وجهود الغير، صورة نمطية في توظيف المصالح الخاصة معهودة، تلاشت أمام طموح النشطاء والسكّان ليندرج الحراك بدون خلفيات مشبوهة وليمضي قدما تحت شعار واحد بالبنط العريض “قضيتنا بيئية انسانية لا غير، عنوان جعل نواب باتنة الخامدين لا يفارقون مكيفاتهم وشققهم الفخمة طالما أن الأمر لا يفيد حملاتهم الإنتخابية وحملات غيرهم القذرة والمشبوهة، وعلى نفس نهج الخمول تبعتهم الإدارات والمديريات المعنية بالمقام الاول بذريعة تنطبق عليها المقولة “سكت دهرا ونطق كفرا” فسكتوا، ثمّ نطقوا حينما نطقوا ليصرّحوا أن القرار “مركزي” من العاصمة ولا حول ولا قوة لهم.
إيغزر نثاقّا أيضا فضحت أحزاب الشعارات وعرّتهم أمام المتشدقين بعشق الماخور العتيد والراندو المجيد والنهضة وغيرها من تكتلات التملق وقلاع المصالح المافيوية. والسؤال الأهم أين أحزاب المعارضة المتأسلمة؟ أين اصحاب اللحى الأنيقة أم أنها قضية “ملاحدة” و”علمانيين” طالما أن المصنع ليس للخمور ؟! … غيابها عن المشهد رفقة مواخير إعلامية محلية معروفة إلى أجل معروف طبعا!
حينما تقترب الحملات الانتخابية بأي وجه سيقابل كلّ هؤلاء من استنجد بهم يوما!!
غياب هؤلاء جاء ليؤكد على حتمية الالتفاف حول الحراك والحفاظ عليه كمكسب اضحى ذا صدى وطني ودولي، أصبح في المشهد الأول والأهم كمادة إعلامية، أسالت ولازالت .. الحبر الكثير، ليسري مفعولها أخيرا ويسطع وميض نصر تاريخي، لم يكن منتظرا على الأقل في هذا الظرف الوجيز، بدعوة الوالي لـ”مجلس الأعيان” وتجاهله التام للسلطة المحلية من أجل تمرير رسالة مشفرة بحجم الفجوة والخلاف الحاصل بينهم.
قرار عرّته وثيقة استسلامهم بقرار رسمي من الهيئات العليا في البلاد بإلغاء المشروع تماما، لتصل بشائر الانتصار وثمرة كفاح أناس بسطاء ساندتهم ضمائر وأقلام حرة عقدوا العزم ان تبقى إيغزر نثاقّا لؤلؤة في قلب آوراس الجريح .. ذكرى خالدة ستضل في مخيلة الجميع، وصفعة قاسية لإرهاب الشكارة اللذي جرّ اذيال الخيبة وراءه.
انتهى الدرس. وبلا مزية وزير ولا مدير ولا …