إختتام فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الثامنة
بعد أسبوع كامل من المنافسة بين العروض المسرحية التي قدمت من مختلف مناطق الجزائر للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي، شهدت سهرة يوم السبت 17 ديسمبر حفل الاختتام الرسمي في اجواء فنية احتفالية، وبحضور الجهات الرسمية و الأسرة الإعلامية.
فصول السهرة توزعت بين التكريمات لوجوه فنية ومسرحية وتوزيع الجوائز على الفرق المتنافسة، وسهرة موسيقية نشطتها فرقة ” ميوزيك ” من ثامروانت (مروانة). السيد محافظ المهرجان “سليم سوهالي” نوه في كلمته بأهمية المهرجان كونه “يعكس بعدا هاما من شخصيتنا الأمازيغية”، وهو ما أكد عليه السيدين رئيس لجنة التحكيم الاستاذ جمال نحالي و مقررها الفنان جيرار عيسى.
لجنة التحكيم إعترفت بصعوبة تقييم الاعمال المتنافسة نظرا لتنوعها بين الدراما السياسة، و الكوميديا وأكدت أن التقييم الحقيقي هو للجمهور الذي حضر بقوة طيلة أيام المنافسة وهو أكبر جائزة لهم. وقد قدّم السيد جيرار عيسى مقرر لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات بناءا على مالمسته اللجنة من نقائص في العروض؛ فاحتراما للمسرح الأمازيغي وإعطاء فرصة لترقيته لابد للمهرجان أن يفتح ورشات تكوينية في المسرح لمساعدة المهتمين به لتقديم اعمال جادة مستقبلا، واقرار التنافس ،في الطبعات القادمة، على نص مسرحي جزائري كون أغلب الاعمال المشاركة هي في نصوصها إقتباس من نصوص عراقية و مصرية , وهذا مايعكس فعلا مشكلة حقيقية تتمثل في غياب مختصين في كتابة النص المسرحي في الجزائر .
وفي نقطة أخيرة من توصيتها إقترحت اللجنة تنقل المهرجان الى ولاية أخرى كل سنة للتعريف به، وهو ما أثار استهجان الحضور .
بعد تقديم شهادات تكريمية للجنة التحكيم التي كانت حاضرة طيلة أيام المنافسة للعروض من طرف السيد محافظ المهرجان سليم سوهالي ، تم تكريم وجوه فنية ومسرحية على غرار : السيد محي الدين بن محمد من تمنراست ، وعبدون علي من تلمسان ، حميدة العياشي، الفنان جيمي مازيغ من باتنة، خلاف ناصر من جيجل الذي أدار جلسات المناقشة المفتوحة مع فرق العمل والجمهور طيلة أيام المنافسة ، إضافة الى تكريم السيد عجرود بشير من خنشلة .
التكريم أيضا شمل كل الوفود المشاركة في المهرجان والتي قدمت من مختلف ربوع الجزائر : باتنة، سطيف، تيزي وزو، بجاية، أقبو ، البويرة، الجزائر العاصمة، إليزي ، غرداية … والتي ربما كانت ستكون أكثر لولا عراقيل الاعداد ومشاكل التكفل بتنقلهم مثلما حصل مع وهران، وإليزي خير دليل فالفرقة المشاركة قدمت من عمق الصحراء برًا في حافلة.
المهرجان أيضا أبى إلا أن يكرّم وجوها تلفزيونية معروفة اهتمت بالمسرح فكان التكريم للممثل القدير كمال زرارة لوالمخرج الكبير علي عيساوي وهو أول مخرج جزائري عمل على أرشيف المسرح.
آخر محطة في سهرة الإختتام للمهرجان ، والتي كان الجميع ينتظرها بفارغ الصبر، كانت الإعلان عن الفائزين بجوائز المهرجان والتي شكلت في بعضها صدمة حتى لدى الجمهور الحاضر والمتابع للعروض. الجوائز قدرت بعشرة جوائز توزعت كمايلي:
عادت جائزة أحسن أداء نسائي إلى صوريا سيمود للمسرح الجهوي لبجاية .
في حين كانت جائزة أحسن أداء رجالي من نصيب الممثل عز الدين بن عمر عن دوره في مسرحية “أسلي ذتسليث” أو “العريس والعروسة” للمسرح الجهوي باتنة.
وعادت جائزة أحسن أداء ثانوي نسائي ل :تيزيري بن يوسف عن دورها في مسرحية ” تغدمت ثاقوضارث” أو العدالة العرجاء ، للجمعية الثقافية إثران البويرة.
أما أحسن دور ثانوي رجالي كان للممثل مشمش حمزة عن دوره في مسرحية “جول سيزار” للجمعية الثقافية تاغرما- أقبو .
أحسن إخراج عاد للمخرج عبد الوهاب عثماني عن مسرحية “بوثلوفة” جمعية أوال البلدية لبلدية بوعنداس-سطيف.
أحسن نص مسرحي كان للكاتب نورالدين آيت سليمان عن نصه المسرحي في مسرحية أحيطوس، وهي جائزة مستحقة عن جدارة فالنص كان مستندا لقصة محلية بالقبائل ومليئ بالشعر.
أما أحسن سينوغرافيا فقد عادت للمسرح الجهوي بجاية عن مسرحية “ثيرفت نتزقي”.
وأحسن إبداع موسيقي كان من نصيب كمال لخذاري عن مسرحية حالازوم لتعاونية الفضاء الأزرق -باتنة.
جائزة أحسن عرض متكامل عادت تعاونية إيفرحونن عن مسرحيتها العمل كان فعلا متكاملا وفسيفساء أمازيغية أصيلة من خلال الوجوه المشاركة من قبائل ، شاوية والمخرج الترقي من تمنراست .
في حين منحت لجنة التحكيم جائزتها لجمعية تاغيت ناجر للمسرح ايمولا جانت إليزي عن مسرحيتها : “إيمان جير مودتان”.
مايمكن التعليق به على هذه الجوائز هو إجحافها في حق بعض العروض وبالأخص أداء البعض من الممثلين كما في الأداء القوي و الرائع للممثل الذي لعب دور الأب في مسرحية “حالازوم” لتعاونية الفضاء الأزرق بباتنة، مسرحية “حالازوم” كان متوقعا لها أكثر من جائزة نظرا للإبداع فيها بداية بالإخراج و من خلال إدراج مسرح في مسرح والموسيقى المؤلفة خصيصا للعمل والتي أديت بالمزج بين الآلات العصرية والتقليدية مباشرة خلال العرض والعمل ككل شهد تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور . مسرحية أحيطوس التي تميزت بقوة النص والأداء القوي للممثلين خاصة الممثلة الرئيسية والإخراج للمخرجة نبيلة إبراهيم المتخصصة في الإخراج المسرحي وللتذكير هي المرأة الوحيدة المتخصصة في الإخراج المسرحي بالجزائر. فوز مخرج مسرحية بوثلوفة لبلدية بوعنداس بجائزة أحسن إخراج كانت أكثرها مفاجأة مقارنة له بإخراج العروض الأخرى على غرار مسرحية حالازوم ومسرحية ” أحيطوس” ،مسرحية بوثلوفة من العروض الضعيفة التي مرت في سباق المنافسة والتي لاقت نقدا حتى في النقاش المفتوح أمام الجمهور. نبدي هذه الاّراء لكن تبقى لجنة التحكيم سيدة في قراراتها.
خديجة أولم