أسماء البلدان باللغة الأمازيغية وضرورة الاستقلال عن الفرنسية

من بين أهم مميزات لغات العالم أن كل لغة تمتلك طريقتها الخاصة للتعبير عن أسماء البلدان والمدن والقارات والبحار وبقية الاصطلاح الجغرافي.

ومن بين أهم لبنات استقلالية اللغة الأمازيغية وتطورها هو أن ترسخ نظامها الأسمائي nomenclature الخاص بها في مجال الجغرافيا السياسية والجغرافيا الطبيعية وأن يتم تطبيقه في مجال الإعلام والإدارة والتعليم المدرسي.

وتشيع لدى المغاربة حاليا عادة استيراد أسماء البلدان الأجنبية من لغات أجنبية كالفرنسية والإسبانية بحذافيرها بدون أية “مغربة” أو “درجنة” أو “تمزيغ” إلا في حالات قليلة. وهذه الرطانة المنفرة الشائعة لدى المغاربة هي مظهر من مظاهر الانحطاط اللغوي واليتم الثقافي الذي يعاني منه المغرب خصوصا والعالم الأمازيغي عموما.

فالمغربي المتعلم أو المثقف يحدثك عن “ليزيطا زيني” Les États-Unis و”لاميريك” L’Amérique و”ليزاميريكان” Les Américains ويخبرك عن “لبغيزيل” Le Brésil و”لونگلوتيغ” L’Angleterre ويعلق حول دولة “لاگغيص” La Grèce و”لوطخيش” L’Autriche ويحلل شؤون “لافخيك” L’Afrique و”لازي” L’Asie و”لوغوپ” L’Europe ويتكلم عن “نّوغڤيج” La Norvège و”لالمان” L’Allemagne وعن “لاشين” La Chine أو “شّينوا” Chinois و”ليزانديان” Les Indiens ولغة “لونگلي” L’anglais و”لوصطخالي” L’Australie …إلخ مدمجا هذه الأسماء الفرنسية بنطقها الفرنسي في كلامه الدارجي أو الأمازيغي بشكل روتيني. العيب ليس في اقتراض بعض الكلمات والأسماء من لغات أجنبية وإنما العيب هو تفادي “تمزيغ” و”مغربة” تلك الأسماء وتعمد البقاء في حالة وفاء لانهائية للغة الأجنبية (الفرنسية والإسبانية وغيرهما) نطقيا وحرفيا وتشويه الكلام المغربي الدارجي والأمازيغي لإرضاء الفرنسية والإسبانية في محاولة للظهور بمظهر من يتقن تلك اللغات الأجنبية ولتقمص دور الأوروبي المتحضر.

وهذا كله جزء من فوضى اختلاط الدارجة بالفرنسية والإسبانية أو الأمازيغية بالفرنسية والإسبانية. والاختلاط لا يقتصر على اقتراض الكلمات من اللغات الأجنبية كما هي بدون أي تمزيغ أو مغربة بل يتعداه إلى إقحام جمل وعبارات بأكملها في الكلام اليومي وفي الإعلام مما يجعل المتحدث المغربي يقوم بعملية code-switching أي الانتقال بين لغتين بشكل فوضوي ومستمر في حياته اليومية بشكل يخرب اللغة الأم الأمازيغية/الدارجة ويجعلها عقيمة لا تنتج شيئا يذكر. وهكذا يتسبب هذا الخلط الفوضوي المستمر في جعل الأمازيغية/الدارجة تدور في حلقة مفرغة فيقتصر دورها على مستوى منخفض من التفاهم البدائي السطحي بين الناس يشبه حالة لغة pidgin الهجينة المخلوطة التي كان يستخدمها التجار في العصور القديمة لتسهيل التواصل بشكل أفضل قليلا من لغة الإشارات. والحقيقة أن المستوى الكارثي المزري الذي توجد فيه الأمازيغية والدارجة يجعلهما أحيانا (خصوصا في المدن) قريبتين جدا من مستوى pidgin (اللغة الهجينة المخلوطة المتدنية).

وفي البلدان الأخرى يحدث هذا الخلط بين اللغات code-switching عادة في أوساط المهاجرين واللاجئين والمولودون لأبوين مختلفي اللغة، أي أنه حالة اجتماعية استثنائية، أما في المغرب فهذا الشذوذ اللغوي الفوضوي أصبح هو السلوك الشائع لدى الشباب والطبقة المتعلمة في كل مدن المغرب. فهل المغاربة مهاجرون أو لاجئون في بلدهم؟ ولماذا يتصرفون كالمهاجرين واللاجئين في المغرب. الجواب هو في النظام التعليمي والإعلامي المغربي الذي يمنع تدريس وكتابة ونشر اللغتين الشعبيتين الأمازيغية والدارجة ويدرس بدلهما كل لغات العالم الأخرى، فيصبح المغربي عاريا لغويا لا يعرف كيف يكتب رسالة أو إيميلا بلغته الأم (الأمازيغية/الدارجة) ولا يستطيع مناقشة أي موضوع فكري بلغته الأم. وبسبب ذلك العري اللغوي لا يملك المغربي إلا أن يلبس خرقة فرنسية مرقعة بخرقة إسبانية وخرقة بالعربية الفصحى وخرقة من المصرية واللبنانية …إلخ. وهكذا يصبح الكلام المغربي مرقعا مخربقا من القمة إلى القاعدة. هذه هي نتيجة تجاهل كتابة وتدريس اللغة الأم الأمازيغية/الدارجة: تحويل المغاربة إلى يتامى لغويا أو عراة لغويا يلبسون خرقا مختلطة مشوهة مستوردة لا تناسبهم حتى.

وبسبب ذلك فلا غرابة في انحطاط السينما والتلفزة وندرة الترجمة وعقم الإعلام المغربي حتى المستقل منه. فاللسان المغربي خربان لأن لغة المغرب الأمازيغية/الدارجة لا تدرس ولا تكتب في المدارس والإعلام. والإنسان المغربي ضائع لغويا.

لن أدخل في موضوع كتابة اللغة الدارجة. الدارجة متروكة للناطقين بها كلغة أم، وهم أدرى بمصلحتها ولهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون سواء أرادوا كتابتها أو رفضوها أو أرادوا دمجها مع العربية الفصحى أو رفضوا ذلك. سأركز هنا على جانب من نظام الأسماء nomenclature في مجال الجغرافيا باللغة الأمازيغية وسأحاول أن أقدم للقارئ بعض الإشارات والملاحظات حول معالم الهوية اللغوية الأمازيغية من زاوية تطبيقية عملية باستعمال الحرف اللاتيني.

1) أسماء بلدان العالم باللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني:

هذه بعض النماذج:

– المغرب: في اللغة الأمازيغية (عبر العالم الأمازيغي) توجد عدة أسماء للمغرب مستخدمة داخل المغرب وخارجه شعبيا أو في الكتابات على الإنترنيت وهي: Murakuc [موراكوش]، Ameṛṛok، وأيضا Amaṛṛok، وكذلك Merruk، وأيضا Elmeɣrib. وهذا الاسم الأخير (Elmeɣrib) لديه تنويعات مثل Elmuɣrib وأيضا Eřmeɣrib وكذلك Elmeɣreb. وقد شاع الاسم Elmeɣrib (لمغريب) بعد فترة الاستقلال لدى الناطقين بالأمازيغية والدارجة بسبب تأثير التعليم والإعلام بالعربية الفصحى الذي روج الاسم “المغرب” الذي لم يكن معروفا لدى الشعب قبل القرن العشرين وإنما كانت الدولة تنسب إلى مراكش أو فاس أو إلى السلالة الحاكمة كالمرابطين أو الموحدين أو المرينيين وغيرهم.

والمعلوم أن كلمة Maroc الفرنسية كانت هي الاسم الفرنسي القديم لمدينة مراكش حيث نجد في الكتب الفرنسية القديمة عبارة la ville de Maroc. وكذلك الكلمة Morocco كانت الاسم الإنجليزي القديم لمدينة مراكش حيث نجد في الكتب القديمة عبارة the city of Morocco. وأيضا الكلمة Marruecos هي الاسم الإسباني القديم لمدينة مراكش. والمعروف أن العرب في آسيا كانوا إلى وقت قريب يسمون المغرب “مراكش” ونجد هذا في كتبهم المنشورة في القرن العشرين. وما زال الإيرانيون والباكستانيون يسمون المغرب بالاسم “مراكش” إلى حد هذه اللحظة.

وعندما قرر الأوروبيون تسمية بلد المغرب بـ Morocco وMaroc وMarruecos نسبة إلى مدينة مراكش (كما حدث مع الجزائر العاصمة وتونس العاصمة) ظهرت كلمة “المغرب” في المنشورات الرسمية كترجمة رسمية جديدة للكلمة Morocco أو Maroc لأن عاصمة المغرب في القرن العشرين لم تكن في مراكش وإنما كانت في فاس ثم الرباط. ولو كانت مراكش عاصمة الدولة في القرن العشرين لكان المغرب الآن على الأرجح يسمى “المملكة المراكشية” أو “دولة مراكش” وعاصمتها “مراكش-العاصمة” بالضبط كما حدث مع الجزائر وتونس.

وترجمة عبارة “المملكة المغربية” للأمازيغية: Tageldit en Murakuc [ثاگـلديث ن موراكوش].

– الجزائر: هناك اسمان أمازيغيان شائعان للجزائر وهما Dzayer وكذلك Ledzayer. ونترجم عبارة “الجمهورية الجزائرية” إلى Tagduda en Dzayer. ونترجم عبارة “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية” إلى Tagduda Tadzayrit Tadimoqṛatit Taɣerfant واختصارها الأمازيغي GDDƔ.

– تونس: تسمى بالأمازيغية Tunes [ثونس].

– ليبيا: بالأمازيغية أيضا Libya.

– موريتانيا: هناك اسمان أمازيغيان لهذا البلد وهما Agawec [أگاوش] وأيضا Agawej [أگاوج] ومعناهما “الكثبان الرملية”.

– إسبانيا: بالأمازيغية Seppanya.

– فرنسا: بالأمازيغية Fṛansa.

– المملكة المتحدة: Tageldit Imunen واختصارها الأمازيغي: GM.

– بريطانيا: بالأمازيغية Bṛiṭanya.

– إنجلترا: بالأمازيغية Inglatirra أو Ingliz أو Angliz.

– أيرلندا: بالأمازيغية Irlanda.

– أمريكا: بالأمازيغية Amirika أو Mirika أو Amarikan أو Marikan.

– الولايات المتحدة الأمريكية: نترجمها بالأمازيغية إلى Iwanaken Imunen en Amirika واختصارها الأمازيغي WMA. (لاحظ هنا أن كلمة awanak الأمازيغية تعني “الدولة”).

– كندا: بالأمازيغية Kanada.

– إيطاليا: تسمى بالأمازيغية Atayař [أتايار] وأيضا Iṭalya [إيطاليا].

– اليونان: بالأمازيغية Agrig.

– مصر: بالأمازيغية Miṣra [ميصرا] أو Miẓra [ميژرا] أو Igibet [إيگيبت].

– سوريا: بالأمازيغية Surya.

– الصين: بالأمازيغية Čina [تشينا] أو Cina [شينا].

– اليابان: بالأمازيغية Yapan أو Yaban.

– كوريا الجنوبية: بالأمازيغية Kurya en Wenẓol. كلمة anẓol الأمازيغية تعني “الجنوب”.

– كوريا الشمالية: بالأمازيغية Kurya Ugafa. كلمة agafa الأمازيغية تعني “الشمال”.

– تايوان (طايوان): بالأمازيغية Ṭaywan [طايوان].

– نيجيريا: نكتبها بالأمازيغية Nijirya.

– ساحل العاج: بالأمازيغية Aftas en Woẓer. كلمة oẓer الأمازيغية تعني “العاج (أنياب الفيل)”.

– الرأس الأخضر: بالأمازيغية Iɣef Azeyzaw.

– الجبل الأسود (مونتينيغرو): Adrar Aberkan.

– الإمارات العربية المتحدة: Timnuklawin Tiserɣinin Imunen واختصارها الأمازيغي MSM.

– المملكة العربية السعودية: Tageldit Taserɣint Tasaɛudit واختصارها الأمازيغي GSS.

– قطر: بالأمازيغية Qaṭar أو Gaṭar.

– الكويت: بالأمازيغية Lekwit.

– روسيا: بالأمازيغية Rusya أو Arrusya.

– بولونيا: بالأمازيغية Polonya.

– بوليفيا: بالأمازيغية Bulivya.

– كولومبيا: بالأمازيغية Kolombya.

– ماليزيا: بالأمازيغية Malizya.

– إندونيسيا: بالأمازيغية Indunisya.

– الهند: بالأمازيغية Hindya أو Hindustan.

– كردستان: بالأمازيغية Kurdistan.

– فلسطين: بالأمازيغية Filisṭin.

– إسرائيل: بالأمازيغية Israyil.

– كاطالونيا: بالأمازيغية Kaṭalonya.

– جنوب أفريقيا: بالأمازيغية Tafriqt en Wenẓol. كلمة Tafriqt [ثافريقث] تعني “أفريقيا”. وكلمة anẓol تعني “الجنوب” بالأمازيغية.

– سويسرا: بالأمازيغية Swisṛa.

– النمسا: نستطيع أن نعبر عنها بالأمازيغية بـ Ennamsa كما هو شائع في العربية المغربية. ويمكن أن نترجم الاسم الألماني الرسمي الحالي للنمسا Österreich (الذي يعني “المملكة الشرقية”) بالأمازيغية إلى Tageldit en Wegmoḍ.

– هولندا: بالأمازيغية Holanda. وعبارة “الأراضي المنخفضة” هي بالأمازيغية Timura Yudaren.

– ألمانيا: بالأمازيغية Aliman أو Alimanya.

– البرازيل: بالأمازيغية Bṛaẓil.

– أستراليا: بالأمازيغية Ostṛalya.

– نيوزيلاندا: نكتبها بالأمازيغية Nyuzilanda. أو نترجم “زيلاندا الجديدة” بالأمازيغية إلى Zilanda Tamayunt.

2) أسماء القارات والبحار والمحيطات بالأمازيغية:

في اللغة الأمازيغية نعبر عن “القارّة” بالكلمة amenẓaw وجمعها imenẓawen.

ونترجم مثلا عبارة “المناخ القارّي” بـ anezwi amenẓawan. ونترجم عبارة “على المستوى القارّي” إلى ɣef weswir amenẓawan.

وهذه هي الطريقة الأمازيغية لكتابة أسماء القارات:

– أفريقيا: بالأمازيغية Tafriqt [ثافريقث] أو Tafrikt [ثافريكث]. والبعض يكتبها Taferka [ثافركا].

– أوروبا: بالأمازيغية Oṛoppa أو Toṛoft. ولترجمة عبارة “الاتحاد الأوروبي” نقول Tamunt Toṛoppant.

– أمريكا: Tamrikt. (لاحظ هنا أن Amirika تعني “دولة أمريكا”، بينما Tamrikt تعني “قارة أمريكا”).

– أمريكا الشمالية: Tamrikt Tagafayt.

– أمريكا الجنوبية: Tamrikt Tanẓolant.

– آسيا: Asya.

– أستراليا: بالأمازيغية Ostṛalya.

– أنتاركتيكا: Asanoḍ Anẓolan وهي ترجمة لعبارة “القطب الجنوبي”.

بالنسبة للبحار والمحيطات فلدينا هذه الترجمات الأمازيغية:

البحر = ilel

البحار = ilalen

المحيط = agaraw أو agarew أو igirew

المحيطات = igarawen أو igarwan أو igirwan

الخليج = aslallu

الخلجان = islulla

الساحل = aftas

السواحل = iftasen

المضيق = ukmir أو azilal

المضائق / المضايق = ukmiren أو izilalen

وهذه هي بعض أسماء البحار والمحيطات بالأمازيغية:

– البحر المتوسط: ilel agrakal

– البحر الأبيض المتوسط: ilel amellal agrakal

(لاحظ هنا أن الكلمة الأمازيغية agrakal تتكون من مكونين: ger التي تعني “بين” وakal التي تعني “الأرض/التراب”. إذن Agrakal ترجمة حرفية للكلمة الأوروبية Mediterranean المتكونة من medius وterra).

– المحيط الأطلسي: Agaraw Aṭlasyan

– بحر الظلمات: ilel en tillas

– خليج أگادير: Aslallu en Agadir

– مارتشيكا (“البحر الصغير” بالناظور): ilel ameẓẓyan

– المحيط الهندي: Agaraw Ahindyan

– المحيط الهادئ: Agaraw Amelwi

– المحيط المتجمد الشمالي: Agaraw Ugris Agafay

– المحيط المتجمد الجنوبي: Agaraw Ugris Anẓolan

– البحر الأحمر: ilel azeggʷaɣ

– البحر الأسود: ilel abercan أو ilel aseggan

3) أسماء المدن المغربية بالحرف اللاتيني وضرورة الاستقلالية عن الفرنسية:

في مقال سابق عنوانه “ترسيم الأمازيغية بالحرف اللاتيني ينبه السياح وينهي هيمنة الفرنسية” كنت قد نبهت إلى مشكلة احتكار الفرنسية للحرف اللاتيني بالمغرب وضرورة تملك الأمازيغية لهذا الحرف النافع من أجل أن تتقوى الأمازيغية في بلدها ومن أجل إنهاء الهيمنة الفرنسية. وبينت في المقال بعض أسماء المدن المغربية التي تعود المغاربة (عن طريق التعليم والإعلام) على قراءتها وكتابتها بالطريقة الفرنسية المشوهة المخالفة للنطق الشعبي السليم مثل Safi بدل Asfi، وأيضا Salé بدل Sla، وأيضا Nador بدل Ennaḍor، وكذلك Tanger بدل Ṭanja وغيرها من مئات المدن والقرى المغربية.

وهذا المشكل لا يقتصر على المغرب. فدولة الهند مثلا قررت منذ سنوات تغيير الكتابة الإنجليزية الاستعمارية المشوهة لمدينتي Bombay وCalcutta وقررت اعتماد الكتابة بالحرف اللاتيني لاسم المدينتين بطريقة توافق النطق الهندي المحلي الشعبي الأصلي وهو: Mumbai وKolkata.

4) أسماء المدن الأجنبية باللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني:

بالنسبة للمدن المنتمية لبلدان تستخدم الحرف اللاتيني في لغاتها فالأجدر هو الاحتفاظ بأسمائها كما هي شائعة في بلدانها الأصلية حتى لو كانت طريقتها كتابتها غريبة عن الطريقة الأمازيغية اللاتينية.

فمثلا المدينة New York نكتبها في السياق الأمازيغي بنفس الصيغة الأمريكية الأصلية ولا داعي لتحويلها إلى Nyuyurk. وكذلك الأمر لمدن أخرى مثل Washington أو Los Angeles أو Roma أو Barcelona أو València أو Paris أو Vancouver أو Milano.

أما المدن الأجنبية التي تحتوي على علامات إضافية خاصة بلغاتها المحلية المكتوبة بالحرف اللاتيني فالأجدر هو أن نحتفظ بتلك العلامات ما أمكن مثل München الألمانية أو København الدانماركية أو Córdoba الإسبانية. وإذا تعذرت كتابة تلك العلامات الإضافية فالأجدر هو كتابة تلك المدن بطريقة أقرب إلى طريقتها المحلية الأصلية. فمثلا إذا تعذرت كتابة النقطتين على ü أو ö في München أو Köln الألمانيتين فيمكن للكاتب الأمازيغي أن يكتبهما Munchen وKoln.

أما الشيء المرفوض واللامنطقي فهو أن يتبع المغربي أو الأمازيغي لغات أخرى (كالفرنسية) لا دخل لها في الموضوع ويتبع طريقتها لكتابة مدن العالم وبقية الأسماء.

فالفرنسيون يعبرون عن مدينة Anwerpen البلجيكية بالاسم Anvers، ويعبر الفرنسيون عن مدينة Köln الألمانية بالاسم Cologne وعن Barcelona الكاتالانية بالاسم Barcelone، وعن València بالاسم Valence، وعن København الدانماركية بالاسم Copenhague، وعن London بالاسم Londres، وعن Anfa المغربية بالاسم Casablanca، وعن Dzayer الجزائرية بالاسم Alger …إلخ. هذا شأن الفرنسيين طبعا ومن حقهم أن يكتبوا بفرنسيتهم ما يشاؤون. ولكن لماذا يجب على الأمازيغي أو المغربي أن يتبع الاسم الفرنسي لمدينة أجنبية عن فرنسا لا ناقة لفرنسا فيها ولا جمل؟!

إذن يجب على المغاربة وبقية الأمازيغ أن يقفزوا ويتخطوا هذه الوصاية الثقافية الفرنسية في أسماء المدن وغيرها وأن يتعلموا التعبير عن كل شيء في الدنيا باللغة الأمازيغية باستقلالية تامة عن كل اللغات الأخرى بما فيها الفرنسية والإسبانية والإنجليزية.

أما بالنسبة لأسماء المدن في البلدان التي لا تستخدم الحرف اللاتيني مثل اليونان والسعودية وروسيا والصين واليابان. فالأحسن هو أن يكتب الكاتب الأمازيغي أسماء مدن تلك البلدان بالحروف اللاتينية بطريقة أمازيغية أقرب إلى النطق المحلي في تلك البلدان المعنية.

فمثلا العاصمة الروسية “موسكو” ينطقها الروسيون Moskva ولهذا فالأجدر بمن يكتب نصا أمازيغيا أن يكتب Moskva وليس أن يتبع الاسم المستخدم في العربية (“موسكو”) أو في الإنجليزية (Moscow) أو في الفرنسية (Moscou).

وكذلك العاصمة اليونانية “أثينا” ينطقها المحليون Athina كما في العربية ولكن الإنجليز يكتبونها Athens والفرنسيون يكتبونها Athènes والإسبان يكتبونها Atenas. ولكن سنكتبها بالأمازيغية Atina أو Athina ولا يجب أن نتبع الطريقة الفرنسية ولا الإنجليزية ولا الإسبانية.

والعاصمة الصينية تكتب في العربية “بكين” وفي الفرنسية Pékin وفي الإنجليزية Beijing. أما في الأمازيغية فلن نتبع الكتابة العربية ولا الفرنسية ولا الإنجليزية وإنما سنكتبها Bayjin لأنها طريقة الكتابة الأمازيغية الأقرب إلى النطق الصيني.

والعاصمة السورية “دمشق” مكتوبة بالفرنسية Damas وبالإنجليزية Damascus. ولكن بالأمازيغية نكتبها Dimacq لأنها الطريقة الأمازيغية الأقرب إلى النطق السوري المحلي.

وكذلك العاصمة اللبنانية “بيروت” يكتبها الفرنسيون Beyrouth ويكتبها الإنجليز Beirut. أما بالأمازيغية فنكتبها Bayrut.

والمدينة الفلسطينية “غزة” مكتوبة في اللغات الأوروبية Gaza. أما بالأمازيغية فنكتبها Ɣezza.

والعاصمة المصرية “القاهرة” مكتوبة في الفرنسية Le Caire وبالإنجليزية Cairo. أما بالأمازيغية فنكتبها Elqahira.

والمدينة المصرية “الإسكندرية” يكتبها الفرنسيون Alexandrie والإنجليز Alexandria. أما بالأمازيغية فنكتبها Skindiriya لأنها الطريقة الأمازيغية الأقرب للنطق المصري المحلي.

والمدينة السعودية “مكة” مكتوبة بالفرنسية La Mecque وبالإنجليزية Mecca. أما بالأمازيغية فنكتبها Mekka كما هي معروفة لدى الأمازيغ.

والعاصمة القطرية “الدوحة” مكتوبة في اللغات الأوروبية Doha. ولكن في الأمازيغية نكتبها Edduḥa.

وكذلك “دبي” و”أبو ظبي” في الإمارات المكتوبتان Dubai وAbu Dhabi في اللغات الأوروبية. نكتبهما بالأمازيغية Dubay وAbu Ḍabi.

والمدينة الليبية “طرابلس” معروفة في اللغات الأوروبية بالاسم Tripoli. ولكن نكتبها بالأمازيغية Ṭrables حسب النطق المحلي.

ومدينة “تونس-العاصمة” مكتوبة في اللغات الأوروبية Tunis. أما في الأمازيغية فنكتبها Tunes أو Tunes-Tazoẓẓemt. حيث أن الكلمة الأمازيغية tazoẓẓemt تعني “العاصمة/المدينة المركزية”. والكلمة الأمازيغية toẓẓomt تعني “الوسط”.

وكذلك العاصمة الجزائرية “الجزائر” المعروفة في الفرنسية بـ Alger وفي الإنجليزية بـ Algiers نكتبها بالأمازيغية Dzayer أو Dzayer-Tazoẓẓemt.

والمدينة الجزائرية “وهران” مكتوبة في اللغات الأوروبية Oran. أما الطريقة الأمازيغية للكتابة فهي Wahren أو Wehran.

أما مدن “الرباط” و”الدار البيضاء” و”فاس” و”مراكش” فإنها مكتوبة في اللغات الأوروبية Rabat وCasablanca وFez وMarrakech. أما في الأمازيغية فنكتبها Eṛṛbaṭ وAnfa وFas وMeṛṛakec.

هذه إذن عينات وأمثلة من كيفية كتابة أسماء بلدان ومدن وجغرافية العالم من منظار أمازيغي باستعمال الحرف اللاتيني الأمازيغي من أجل رفع الوصاية الفرنسية اللغوية على المغرب وإنهاء احتكار الفرنسية للحرف اللاتيني بالمغرب واحتكارها للعلوم والإعلام والترميز الثقافي، وما لذلك من تأثيرات سياسية.

مبارك بلقاسم-المغرب 

tussna@gmail.com