مهدي شريف، الأمين العام السابق لهيئة أركان الجيش الوطني الشعبي ومسؤول سامي في جهاز المخابرات، يدلي بشهادته فيما يخص عملية تصفية قادة الثورة المنحدرين من الولاية التاريخية الأولى أوراس نمامشا. ويخصّ بالذكر في شهادته، قضية إغتيال العقداء نواورا، لعموري وعواشريا الذين سلّمهم عبد الحفيظ بوصوف وكريم بلقاسم لرئيس المحكمة العسكرية هواري بومدين، قبل أن يتم إغتيالهم.
هذه المؤامرة التي دامت حوالي ثلاث سنوات، أي منذ أواخر 1956 (مؤتمر الصومام) حتى آواخر سنة 1959، لم تحض بالتغطية التاريخية اللازمة. حيث أن جلّ المؤرخين حاولوا تجاهلها في أعمالهم أو في أحسن الأحوال، إيجاد تبريرات للتصفية الجسدية التي راح ضحيتها خيرة قادة أوراس وأشجعهم كـ لغرور، شريَّط، نواورا لعموري وعواشريا… الذين رفضوا توصيات مؤتمر الصومام الذي لم يدعو إليه والذي أقصوا من توصياته وهم اللذين حملوا وزر الثورة قرابة السنتين.
بهذه الطريقة تم إقصاء مفجري الثورة واغتيالهم حتى أنه مع بزوغ فجر الإسقلال المزعوم، لم يبق رجل واحد ذو حنكة سياسية في بلاد إيشاويّن لمواجهة ذئاب فرنسا الذين تغلغلو داخل المؤسسات المدنية والعسكرية.
هكذا ثورتنا، سلسلة من البطولات مقترنة بمجموعة من الخيانات، أولها، تلك التي راحت ضحيتها المنطقة التاريخية الأولى.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
باسم عابدي
