كيف يقتل الأمازيغ لغتهم بأيديهم: نماذج من أمازيغية الريف
إذا كانت “سياسة التعريب والفرنسة” التي نهجتها الدولة المغربية منذ 1912 وما زالت تنهجها إلى اليوم قد أدت إلى تراجع ضخم في نسبة الناطقين بالأمازيغية وتآكل استخدام الأمازيغية لدى من لا زالوا يتحدثونها فإن هنالك سببا آخر يعادل “سياسة التعريب والفرنسة” في الخطورة وهو نزوع الملايين من الناطقين بالأمازيغية إلى التخلي الطوعي عن لغتهم الأمازيغية ككل أو عن جزء كبير من كلماتها الأساسية اليومية واستبدالها بكلمات أخرى عربية أو فرنسية أو إسبانية. وهذا السلوك اللاأمازيغي Anti-Amazigh يندرج في خانة سلوكات عملية الصعود الاجتماعي و”تحسين الوضعية” التي ينخرط فيها عامة الناس.
فالمغربي يحرص عادة على أن يبرهن في كلامه أنه “قاري ماشي أمي” ليرفع مكانته الرمزية لدى الناس وليرفع احتمالية حصوله على عمل أو منفعة أخرى تحسن من وضعه الاجتماعي، لذلك يكثر من الكلمات الأجنبية والمدرسية والمسجدية والتلفزية في كلامه رغم أن الكلمات المحلية الأصيلة متوفرة ومفهومة للجميع. الناطق بالدارجة يقحم كلمات عربية فصحى وفرنسية وإسبانية في كلامه لكي يبرهن أنه متعلم وذو مستوى ثقافي، ويتجنب الكلمات الدارجية “البدوية” أو “الشعبية” من أجل إبعاد شبهة البداوة عن نفسه. وكذلك الناطق بالأمازيغية يميت الكلمات الأمازيغية الأصيلة في كلامه ويقحم كلمات دارجية أو عربية أو فرنسية أو إسبانية بدل الكلمات الأمازيغية العادية ليساير الموضة السائدة وليبرهن للناس أنه متعلم وغير بدوي.
وبسبب هشاشة وضعية اللغة الأمازيغية النابعة من غيابها عن المدرسة والإعلام والإدارة منذ 1912 فإنها هي التي تدفع أبهظ الأثمان لأن الأمازيغية هي في أسفل السلم الاجتماعي المغربي بينما تجثم الفرنسية على قمته. الأمازيغية تنمحي بسرعة من الحياة العمومية والاجتماعية بسبب إهمال أهلها لها، خصوصا منهم المتعلمين والمثقفين الذين كثيرا ما يتخلصون من الكلمات الأمازيغية بأسرع الطرق تماشيا مع الموضات السائدة وتجنبا لنظرات الاستخفاف والاستهزاء من مجتمع في خصام مع ذاته.
ويتبوأ الشباب المتعلم والمثقفون الناطقون بالأمازيغية مكانة رأس الحربة في عملية قتل الأمازيغية وإتلافها. وسلوكاتهم اللغوية المضادة للأمازيغية Anti-Amazigh لا تقتصر على التخلص من الكلمات الأمازيغية بل تظهر أيضا في صيامهم التام والمتعمد عن التعبير الكتابي بالأمازيغية في وسائل التواصل الإنترنيتي التي يستهلكونها بكثافة ويكتبون عبرها بكل لغات العالم إلا الأمازيغية.
1) كلمات أمازيغية في طور الانقراض من الاستخدام الشعبي في أمازيغية الريف: 70 كلمة نموذجا
الكلمات التي سنتعرف عليها هنا هي كلمات متأصلة في أمازيغية الريف وما زالت معروفة ومفهومة لدى البالغين الناطقين بأمازيغية الريف في المدن والبوادي على حد سواء، ولكن نسبة ضخمة من الريفيين (خصوصا الشباب والمتعلمين وسكان المدن) بدأوا منذ مدة غير قصيرة يتخلون عن استخدام هذه الكلمات الأمازيغية الأصيلة في كلامهم اليومي ونشاطهم المجتمعي والإعلامي ويستبدلونها بكلمات دارجية أو عربية أو فرنسية أو إسبانية. هذه الكلمات الأمازيغية المتخلى عنها دخلت لدى هؤلاء الناس مرحلة الكمون أو السبات تمهيدا لانقراضها النهائي. فالمعلوم أن اللغات والكلمات لا تنقرض بشكل فوري وإنما تدخل مرحلة التراجع والكمون والسبات ثم تنقرض كشعلة تنطفئ ببطء وهدوء.
أما بالنسبة للأطفال الذين ولدوا في هذا القرن (بعد عام 2000 مثلا) فإن جزءا كبيرا منهم لا يعرف هذه الكلمات إطلاقا لأن آباءهم وأمهاتهم لم يلقنوهم إياها ولا يسمعونها في المدرسة ولا في الإعلام.
الاقتراض والتبادل المعجمي بين اللغات شيء طبيعي. ولا توجد لغة صافية متجانسة 100% على وجه الأرض. ولا عيب في أن تقترض اللغة الأمازيغية بعض الكلمات من الإنجليزية أو الدارجة أو العربية أو أية لغة أخرى لتسد ثغرة أو نقصا موجودا لديها (كما أنه لا عيب في أن تقترض العربية من الأمازيغية أو من الإنجليزية مثلا)، ولكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
المشكل الخطير الذي أتحدث عنه في هذا المقال هو نزوع الشباب والمثقفين والمتعلمين الناطقين بالأمازيغية إلى إماتة أو بتر أو إهمال أو إتلاف المئات من الكلمات الأساسية الشعبية الأصيلة في اللغة الأمازيغية اليومية واستبدالها بكلمات مستوردة من لغات أخرى بدون أي عذر معقول أو مقبول. إنهم يعبثون بالعمود الفقري للغة الأمازيغية. وبسلوكهم العابث هذا يتسببون في تلويث وتهجين و”كَرْيلة” creolization للأمازيغية كتمهيد لانقراضها بالمحو البطيء والتسمم المعجمي. وهذه نماذج من هذه الكلمات الأساسية التي تتم إماتتها على يد الشباب والمتعلمين الناطقين بأمازيغية الريف:
– كلمة tudert (معناها: الحياة) أصبحت تختفي من الاستخدام الشعبي في مدن الريف، ويستخدم الشباب الريفي بدلها كلمة “لحايات”.
– كلمة tidett (الحقيقة) مهجورة من لدن الشباب الريفي الذي يستعمل بدلها كلمة “رحقّ” أو “لحقّ” أو “لحاقيقا”.
– كلمة aẓři أو aẓli (معناها: الجَمال / الحُسْن) أصبحت مجهولة أو مهجورة لدى معظم الشباب من الريفيين الذين يستخدمون بدلها كلمة “زّين”.
– كلمة yedder (عاش) أو yettedder (يعيش) يتخلى عنها شباب الريف ويستبدلونها بكلمة “إيعيش / يتّعيش”.
– أيضا كلمة yezdeɣ (سَكَنَ) أو izeddeɣ (يسكن) أصبح الشباب يتخلى عنها لصالح كلمة “إيعيش / يتّعيش”.
– كلمة minzi أو mayenzi (لأن / بسبب أن) أصبحت كلمة شبه مجهولة لدى معظم الشباب والمراهقين الريفيين الذين يستعملون بدلها كلمة porque الإسبانية أو “لاخاطار” أو “لاحقّاش”.
– كلمة ajellid أو ajedjid (المَلِك) هي في طور الانقراض. والشباب في الريف يستخدمون بدلها كلمة “لماليك”.
– كلمة ijjen (الرقم واحد، 1) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “واحيت”.
– كلمة yejrew (جَمَعَ) وijarrew (يَجْمَع) يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة “يجمع / إيجمّع”.
– كلمة ajraw (الجمع / التجميع) يستبدلها الريفيون بكلمة “أجماع”.
– كلمة timerniwt (الزيادة) يستبدلها الشباب الريفي بكلمة “زّيادا”.
– كلمة yebḍa [يبضا] (قَسَمَ / قَسَّمَ / فَصَلَ) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “إيفارق / يفْرق”.
– كلمة msebḍan [مسبضان] (اِفترقوا / انقسموا / انفصلوا) يتخلى عنها الشباب الريفي ويتبنى كلمة “مسفراقن”.
– كلمة yeṛwi أو yeṛwey (خَلَطَ) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستعمل بدلها كلمة “إيخلّط”.
– كلمة yemsar (حَدَثَ / وَقَعَ) يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة “يوقع”.
– كلمة yuca [يوشا] أو yettaca [يتّاشا] (المعنى: أحَسَّ / يُحِسُّ، شَعَرَ / يشعر) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “إيحسّ / يتّحيسّا”. (ملاحظة: يجب تمييز yuca [يوشا] عن كلمة yewca [يوشا] التي معناها: أعطى، ويجب تمييزها أيضا عن yucer [يوشر] ومعناها: سَرَقَ).
– كلمة yedja أو yella (كائن / موجود) يتخلى عنها الشباب الريفي في كثير من السياقات ويستعمل بدلها كلمة “موجود”.
– كلمة urid أو uridd (معناها: ليس) تخلى عنها معظم الريفيين لصالح الكلمة الدارجية “ماشي”.
– أيضا كلمة waredji أو warelli أو wer yelli أو wer yedji (معناها: ليس) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح الكلمة الدارجية “ماشي”.
– كلمة ad yelmed أو ad yeřmed (معناها: سيتعلم) يتخلى عنها شباب الريف ويستبدلونها بكلمة “أذ يعلّم”.
– كلمة yeccoṛ [يشّور] أو yettcaṛa [يتّشارا] (المعنى: مَلَأ / يملأ، اِمْتَلأ / يمتلئ) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “إيعمّار / يتّعمّار”.
– كلمة tadjest أو tallest (الظلام / الظلمة) لا يعرفها إلا البالغون ومجهولة لدى الأطفال والشباب الريفيين الذين يستعملون كلمة “طّرام”.
– كلمة yoṛa (فَرِغَ / كان فارغا) تنقرض لصالح كلمة “يخوا”.
– كلمة yeṭṭef [يطّف] (قَبَضَ / أمْسَكَ) أو eṭṭef [ءطّف] (اِقبضْ! / أمسكْ!) أو eṭṭfen [ءطّفن] (قبضوا / أمسكوا) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “مْنع / منعن”. ومثلا بدل أن يقولوا eṭṭfen aceffaṛ (أمْسَكوا باللص) يقولون “منعن اشفّار”.
– كلمة ar أو ar-dd (صُبَّ! / صب الشاي في الكأس مثلا / أفْرِغْ!) أصبحت كلمة منقرضة لدى الشباب الريفي الذي يستعمل كلمة “فرّغ”.
– كلمة yenneḍ [ينّض] أو yettenneḍ [يتّنّض] (دَارَ / يَدور، دورة) هي كلمة تتراجع لدى الشباب الريفي لصالح كلمة “إيدور / يتّدورا”.
– كلمة yerra أو yarra أو yarr-dd (أجابَ / رَدَّ) تتراجع لدى الشباب أمام كلمة “إيجاوب / إيواجب”.
– كلمة yeɣza [يغزا] أو yeqqaz [يقّاز] (حَفَرَ / يحفر) يتخلى عنها الشباب لصالح كلمة “يحفر / إيحفّر”.
– كلمة yefṛeɣ [يفرغ] (كان معوجا غير مستقيم) يستبدلها الريفيون بكلمة “إيعوّج”.
– كلمة iřem أو ilem (الجلد البشري، أو الجلد المستخدم في صنع الملابس) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “جّلد”.
– كلمة ass (اليوم) وussan (الأيام) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة “نّهار” و”نّهوراث”.
– كلمة assa (اليومَ / في هذا اليوم) يتخلون عنها لصالح كلمة “نْهارا”.
– كلمة aseggʷas (العام / السنة) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “عام”.
– كلمة anebdu (فصل الصيف) لم يعد يعرفها الأطفال والشباب في المدن، ويستعملون بدلها كلمة “صّيف” أو “رخريف”.
– كلمة amsagar (الاجتماع / الالتقاء / الملتقى / المؤتمر) مجهولة لدى الأطفال ومعظم الشباب، يتخلى عنها الريفيون ويستعملون بدلها كلمة “أمرقي / أملقي”.
– كلمة msagaren (اجتمعوا / التقوا) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “مّرقان / مّلقان”.
– كلمة yur أو ayur (القمر) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستخدم بدلها كلمة “لقامار”.
– كلمة yessiɣ [يسّيغ] أو yessaɣa [يسّاغا] (أشعلَ / يُشعِلُ، أضاءَ / يضيء) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة “يشّع”.
– كلمة yerɣa [يرغا] أو yareqq [يارقّ] (المعنى: سَخُنَ / يَسخن، اشتعل / يشتعل) يستبدلها الريفيون بكلمة “يحما / يتّيحما”. فمثلا بدل استخدام العبارة الأصيلة aman yerɣan (الماء الساخن) يتم استخدام عبارة “امان يحمان”.
– كلمة yesserɣ [يسّرغ] أو yesraqqa [يسراقّا] (أشعلَ / يُشعِلُ، سَخَّنَ / يُسَخِّن) يتخلى عنها الشباب الريفي ويستبدلها بكلمة “يشّع” أو “يسّيحما”.
– كلمة tirɣi [ثيرغي] أو taruɣi [ثاروغي] (الحرارة / السخونة) انقرضت لدى شباب الريف واستبدلت بكلمة “رحمو / لحمو”.
– كلمة aṣemmiḍ [أصمّيض] (الريح) يتبنى الشباب عوضا عنها كلمة “أرّيح”.
– كلمة řaẓ أو laẓ (الجوع) يتخلى عنها الريفيون (خصوصا الشباب) ويستخدمون بدلها كلمة “جّوع”.
– كلمة maca [ماشا] (معناها: لكن) يتخلى عنها الشباب ويتبنون بدلها كلمة “والاكين”.
– كلمة tacamma [ثاشامّا] أو tcamma [ثشامّا] (معناها: الكُرَة) يستبدلها الشباب بكلمة “بالون” أو pulita أو piluta من الإسبانية pelota.
– كلمة taɣaṛect [ثاغارشث] (العصا / العكاز / العمود الخشبي) وجمعها tiɣeṛyin يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “أعموذ” أو “أعكّاز”.
– كلمة ilul أو iřuř أو iřař (وُلِدَ، من الولادة) اختفت تقريبا من الاستخدام في المناطق الحضرية واستبدلها الريفيون بكلمة “يخرق-دّ / يخلق-دّ”.
– كلمة tuzgert (الطول) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “طّول”.
– كلمة tirew (العرض، الاتساع) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “لعرض”.
– كلمة tazeqqa [ثازقّا] (سقف الغرفة، سطح البيت) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “سّقف” أو “سّطح”.
– كلمة azeyza أو azeyzaw (أخضر، اللون الأخضر) يتخلى عنها كثير من الشباب الريفي لصالح كلمة “أرّبيع”.
– كلمة axxam [أخّام] أو taxxamt [ثاخّامث] (البيت، الغرفة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “ربيت / لبيت”.
– yebyes (لَبِسَ حزاما حول سرواله، رَبَطَ حزام السلامة في السيارة) تتراجع لدى الشباب الريفي لصالح كلمة “إيحزّم”.
– كلمة yoḍen [يوضن] (معناها: مَرِضَ، أصابه مرض) انقرضت بشكل شبه كامل ولم يعد يعرفها إلا بعض كبار السن في مدن الريف، ويستخدم الريفيون بدلها كلمة “يهرش / يهلش”. وبدل الكلمة الأمازيغية aṭṭan [أطّان] (المرض) يستخدم الريفيون كلمة “رهراش” أو “لهلاش” أو “لماراض”.
– كلمة yellef أو yedjef (طَلَّق امرأة، أنهى الزواج معها) أصبحت كلمة منقرضة الاستخدام لدى كثير من الريفيين رغم أنهم يعرفون معناها، ولا يعرفها كثير من الشباب، ويستخدم الريفيون بدلها كلمة “إيطلّق”.
– كلمة yeffu (أصبحَ، أشرقت عليه الشمس) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “يصبح-دّ”.
– كلمة yedwel أو yedweř (رَجَعَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “يعقب”.
– كلمة yessecmeḍ [يسّشمض] (أحرَقَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “يسحارق”.
– كلمة yecmeḍ [يشمض] (اِحترَقَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “إيحارق”.
– كلمة acemmoḍ [أشمّوض] (البقعة المحترقة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “أحارّوق / أحرّوق”.
– كلمة yuyda (استوى / اعتدل / تساوى) أصبحت منقرضة الاستخدام لدى معظم الريفيين الشباب الذين يستخدمون بدلها كلمة “إيسارّح”.
– كلمة yejres (تَجَمَّدَ / تحولَ إلى جليد) مجهولة لدى معظم الشباب الريفي الذي يستعمل كلمة “يجمذ”.
– كلمة tajrest أو tajarest (فصل الشتاء) مجهولة لدى معظم الشباب الريفي الذي يستعمل “رمشتى / لمشتى”.
– كلمة mquddan [مقودّان] (تعادلوا / تعادل الفريقان، مثلا) انقرضت من الاستخدام لدى الشباب لصالح كلمة mpataren ذات الأصل الإسباني من empatar أو “تْعادْلن”.
– كلمة yeẓwa (عَبَرَ، عبور الطريق مثلا) يتخلى عنها الشباب لصالح كلمة “يقظع”.
– كلمة ajemmaḍ [أجمّاض] (الضفة / الجهة / الناحية) يجهلها معظم الشباب والأطفال، ويستعملون بدلها كلمة “جّيهت”.
– كلمة taɣmert [ثاغمرث] (معناها: الزاوية) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “طّرف”. وفي سياق كرة القدم يستعمل الشباب بدلها كلمة corner الإنجليزية والتي تعني بالإنجليزية حرفيا: الزاوية.
– كلمة tma [ثما] أو tama [ثاما] أو abadu (معناها: الحافة، الطرف، الحد) يتم استبدالها أيضا بكلمة “طّرف”.
– كلمة yeyzem (جَرَحَ / جُرِحَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “إيجارح / يجرح”.
– كلمة icerri [إيشرّي] أو icarri [إيشارّي] (معناها: الكبش) وجمعها acraren [أشرارن] يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “أحوري / أحولي”.
– كلمة izmer (الخروف / الحَمَل) يتخلى عنها الشباب الريفي لصالح كلمة “أحوري / أحولي”.
– كلمة azemmur (الزيتون / الزيتون البري) أصبحت مجهولة لدى الشباب الريفي ولا يعرفها إلا البالغون والمسنون ويتم استبدالها بكلمة “زّيتون”.
– كلمة tiqqest [ثيقّسث] (الألم) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “رحريق / لحريق”.
– كلمة ijemmar أو igemmar (يصيد / يصطاد / يقنص) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “يتّصيّذ”.
– كلمة anejmar أو anegmar (الصياد / القناص) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “أصيّاذ”.
– كلمة tafřewt أو taflewt (لوحة خشب) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “دجوح / لّوح”.
– كلمة adji أو alli (المخ / الدماغ) تخلى عنها الشباب الريفي ويستخدم بدلها كلمة “رموخّ / لموخّ”.
– كلمة taṛacca [ثاراشّا] أو tṛacca [ثراشّا] (معناها: الشبكة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “شّبكا”.
– كلمة tamijja أو tmijja (الحلق، الحنجرة) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “رحرق / لحلق”.
– كلمة yerzef (زارَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “إيزور”. وأيضا كلمة arzaf أو tarezzift (الزيارة) يتم استبدالها بكلمة “زّيارا”.
– كلمة yerwes (شَبَهَ / شَابَهَ) يتخلى عنها الريفيون لصالح كلمة “يتّشاباه”. فمثلا بدل أن يقولوا netta yerwes dey-sen (هو يشبههم) يقولون: نتّا يتّشاباه ذايسن.
– كلمة Tmaziɣt [ثْمازيغث] (الاسم الشعبي الذي يطلقه الريفيون على لغتهم) هي كلمة ما زالت موجودة بقوة في الوسط الاجتماعي الريفي الحضري والقروي، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت تقليعة أو موضة جديدة لدى المثقفين والشباب وهي استخدام كلمة Tarifect [ثاريفشث] أو Tarifit أو “الريفية” للإشارة إلى اللغة الأمازيغية التي يستخدمها سكان منطقة الريف، وهذه التقليعة لا أساس لها في التاريخ ولا في لغة السكان. وأصبح المدونون والصحفيون الريفيون يستعملون كلمة Tarifit أو “الريفية” في المقالات والتعبيرات الإعلامية متأثرين بالناطقين بالدارجة وبلهجات الأمازيغية الأخرى في بقية المغرب الذين يشيرون إلى أمازيغية الريف بـ”الريفية” أو Tarifit بدل “الأمازيغية” وبدل اسمها المحلي الأصيل في الريف: Tmaziɣt. ومما لا شك فيه أنه عندما نلاحظ أن بعض أبناء اللغة يعبثون باسمها القديم الأصيل (Tmaziɣt) ويحاولون ترويج اسم مزيف لها (Tarifit) فيما بينهم فحينئذ نعلم أن اللغة بأكملها في خطر. فمن يقوم بإتلاف اسم اللغة (Tmaziɣt) لن يتردد كثيرا في إتلاف كل كلمات تلك اللغة إذا زُيِّنَ له ذلك في قالب من الموضة أو المصلحة.
2) إهمال اللغة الأمازيغية وإتلاف كلماتها والصيام عن الكتابة بها هي جرائم يرتكبها الناطقون بالأمازيغية بشراكة مع الدولة:
لا نعرف ما إذا كانت الأمازيغية ستستمر في الانحدار والسير نحو الانقراض أم أنها ستقلع وترتفع من جديد، ولكن الشيء المؤكد هو أن المثقفين والمتعلمين الناطقين بالأمازيغية في المدن مسؤولون عن هذا الوضع. فالأمازيغ الأميون والفقراء وضعيفو التمدرس والمستلبون الذين يشعرون بالعار من الأمازيغية ويتبرأون منها طمعا في “تحسين وضعيتهم الاجتماعية” مرفوع عنهم القلم ولا يلامون على ما لا يعلمون وعلى ما لا يفهمون وعلى ما لا يستوعبون. أما الأمازيغ المتعلمون والمثقفون فمسؤوليتهم عن الخراب الذي توجد فيه اللغة الأمازيغية حاليا هي مسؤولية يتقاسمونها مع الدولة بنسبة 50% لكل طرف.
إذا كانت الدولة المغربية تقوم منذ 1912 إلى اليوم بإتلاف اللغة الأمازيغية وتعريب المغرب وفرنسته، فإن هذا فقط 50% من تلك الجريمة، أما النصف الآخر من تلك الجريمة فيتكفل به المثقفون والمتعلمون الناطقون بالأمازيغية وعلى رأسهم “نشطاء الحركة الأمازيغية” الذين لم يكتب أغلبهم مقالا واحدا باللغة الأمازيغية في حياته، ولا يعرف أغلبهم من الأمازيغية إلا القشور مثل تيفيناغ والراية والأصابع الثلاثة وAzul وبقية الفولكلور والديكور.
وإذا استمرت اللغة الأمازيغية في التآكل والتفتت والتراجع وفق المسار الحالي فإن ملايين المغاربة الناطقين بالأمازيغية المثقفين والمتعلمين الذين يملكون المال والوقت والوسائل التقنية (الكومبيوترات والتيليفونات الذكية والكاميرات والإنترنت) هم المسؤولون عن مقتلها وانقراضها وهم الذين سيحاكمهم التاريخ على جريمة قتلهم الأمازيغية بإهمالهم لها وإتلافهم لكلماتها وصيامهم عن الكتابة والإنتاج بها ونفورهم من استعمالها في مشروع دمقرطة المغرب وتنميته وحمايته من التبعية الثقافية والهوياتية للخارج.
مبارك بلقاسم
tussna@gmail.com