“الحركات الأمازيغية في شمال إفريقيا , النخب , أشكال التعبير , و التحديات ” هو عنوان الكتاب الصادر نهاية العام الماضي عن منشورات الشهاب .
الكتاب هو دراسة علمية تمت في اطار التعاون بين مركز البحوث التنمية الدولية الكندي CRDI و مركز الابحاث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية بالجزائرCREAD . الدراسة تمت تحت اشراف الاستاذ ناصر جابي و شارك فيها فريق اكاديمي متعدد التخصصات من المغرب , الجزائر , تونس , ليبيا و مصر .
تم انجاز هذه الدراسة المقارنة خلال سنتين من البحث في عينة من تسع مناطق أمازيغية هي : منطقة الريف و الاطلس الاوسط بالمغرب . منطقة جبل نفوسة و منطقة التوارق بليبيا و المناطق الناطقة بالامازيغية بتونس و كذا واحة سيوة بمصر . بالجزائر اقتصرت الدراسة على منطقة القبائل و منطقة بني مزاب و التوارق و لم تشمل الاوراس .
و يبرر معدّوا الدراسة ذلك في الصفحة 84 قائلين “لم تشمل هذه الدراسة الأوراس لسبب محدودية الغلاف المالي المخصص لها مع أنها تمثل المجموعة الثانية الأهم الناطقة بالأمازيغية من حيث الوزن الديموغرافي في الجزائر ” .
ويصعب في الحقيقة تصديق هذا التبرير باعتبار ان الأوراس ليست منطقة نائية يصعب الوصول اليها . كما لا يمكن لنا تخيل أن تكليف استاذ من جامعة باتنة أو خنشلة أو أم لبواقي أو تبسة بالقيام ببحث ميداني و مقابلات مع فاعلين سياسيين و جمعويين شاوية قد يتطلب مبالغ مالية لا يمكن لمعدّي الدراسة تحمّلها .
تجاهل منطقة الأوراس في نظرنا لم يكن بسبب ” محدودية الغلاف المالي” بل كان خيارا اتخذه المشرفون على هذه الدراسة منذ البداية , خيارٌ غير مفهوم يقلّل من مصداقية الدراسة بتجاهل منطقة من أهم المناطق الأمازيغية في الجزائر و شمال افريقيا.
إينوميدن.كوم