فرقة “دبزة” : عودة المسرح النضالي
المسرحية عبارة عن مونودراما مقتبسة من رواية مذكرات مجنون ” Journal d’ un fou” للروسي نيكولا قوقول Nicolas Vassiliévitch Gogol و التي سبق وأن إستلهم منها عملاق المسرح الجزائري عبد القادر علولة ” حمق سليم” سنة 1985.العرض جاء مليئاً بالهواجس والجنون وهو الأمر الذي دفع المخرج الى الإعتماد على الصوت voix off إضافة إلى الأكسسوارات الشخصية المجسدة في ثلاث عناصر أساسية : حامل الملابس، السرير و المكتب.
قرابة الساعة والنصف أدى المسرحي صاحب 62 سنة “حميان مرزوڤ ” دوره بطاقة هائلة دون كلل أو ملل وبتمكن يعكس صورته وخبرته الفنية كرمز من رموز المسرح النضالي الجزائري، فمن بداية العرض إلى نهايته ظهر الممثل في أدائه محتلا لخشبة المسرح بهدوء تام و كانت خبرته وحدها تتحدث وهو ينتقل في سرده ليومياته -كرونولوجيا- رغم صعوبة الدور ، بل هو من أصعب الأدوار المسرحية لأنه مطالب بتقمص العديد من الشخصيات. والمميز في تقمص شخصيات العمل من طرف الممثل حميان هو تغييره لملابسه(ملابس شخصياته) أمام الجمهور.
الموسيقى المخصصة للعرض رغم جماليتها إلا انها ظلت غير كافية في تغطية العرض كاملا فلقد مرت الكثير من اللقطات المهمة فارغة من أي مقطع موسيقى. وما يحسب على هذا العرض في هذه النقطة بالتحديد هو غياب موسيقى فرقة الدبزة المعروفة، تلك الموسيقى النضالية التي تميزوا بها في أعمالهم دائما.
كما لا يمكن إغفال مشكل الإضاءة خلال العرض الذي كان ناقصا خاصة في تحديد مساحة تواجد الممثل على الخشبة في كل مرة ينتقل فيها من مكان لآخر على الخشبة.
المونودراما ” أغميس أومسلوب” نقلت للجمهور الشاب ملامحا من المسرح النضالي الذي أسسه كاتب ياسين و عبد القادر علولة وعاد بجمهور شباب السبعينات إلى زمن النضال السياسي الجميل والمسرح الهادف المتبني لقضايا حساسة. الجمهور الحاضر تجاوب مع العرض من خلال تتبعه الهادئ هدوء العرض وتحيته لأداء الممثل في العديد من اللقطات.
فريق العمل لمسرحية “أغميس أومسلوب” وفي لقائه مع الجمهور وبعد العرض مباشرة بالأخص المخرج سليم بن سديرة والممثل حميان مرزوڤ، صرح الفريق بوجود نقائص في العمل مثلما أكد عليه اكثر من مرة ، نتيجة لضيق الوقت الذي تم التحضير فيه للمسرحية ، كما أكدوا أن مشاركتهم في هذه الدورة ليس من أجل المنافسة للأعمال الاخرى في المهرجان وإنما هي رغبة من فرقة الدبزة في العودة بعد غياب طويل و في تقديم مونودراما أمازيغية دعما لتواصل مهرجان المسرح الأمازيغي. الجمهور أثنى على عودة الفرقة مستذكرا الأيام الذهبية لها بعروضها النضالية ونوه بتلك الأغاني النقدية السياسية الملتزمة والموسيقى النضالية
المعروفة بها في الثمانينات.
خديجة أولم