هانڨاروث نوسبسي، أو نهاية سيجارة، إنتاج هاوٍ من نوع الفيلم قصير لمخرجه ومصوره عصام تاعشيت الممثل المسرحي الذي الذي سبق واعتبرته لجنة تحكيم “أحد” المهرجانات الوطنية “فيلما خادشا للحياء” ورفض إدراجه في قائمة الأفلام المتسابقة.
على الرّغم من أنه افتك الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للفيلم الجامعي، واستطاع مؤخّرا افتكاك الجائزة الأولى في المهرجان الوطني : أيام توات سينما للفيلم الروائي القصير بأدرار. عصام تاعشّيت وفّق في اختيار الأبيض والأسود، كما وفق إلى حد بعيد في اختيار ودمج الموسيقى التصويرية، وفي تصوير المشاهد التي شابتها بعض النقائص الطفيفة، وكذا وفّق في تركيبها، ليخرجَ إلينا فيلما قصيرا حقيقيا من أجمل ما شاهدت على الصعيد الجهوي والوطني بكلّ صراحة.
الفيلم القصير كفكرة : “مثير للاهتمام” بكلّ صراحة، فهو يستنطق مادّية المجتمع باستعمال السيجارة كعنصر معبّر عن “تعدد القيم” في الفكرة؛ ويهاجم “الغرضية l’objectivation” المنتشرة بكثرة في العلاقات العاطفية الشبابية، ويكسّر أحد الطابوهات التي جعل منها “المحافظون” والمدافعون عن حقوق المرأة على حدّ سواء خطّا أحمر، مع أنّهم هم أنفسهم بنفس العقلية “الرجعية” و”التحررية” المختصرة للأنثى في تعاقد جنسي مقابل المال من يجعل منها “غرضا”. في غياب المرجعية التاريخية وتفسّخ المفاهيم لدى مجتمع فقد كلّ المرجعيات والبوصلات، وتخلّى عن إنسانيته عندما فقد هويّتها. وإن كان الفيلم يقارب الموضوع من وجهة نظر ذكورية بعض الشيء، إلّا أنه نجح في تسليط الضوء على المشكل، من وجهة نظر الشباب على الأقل.
مشاهدة ممتعة؛