بعد صراع دام لسنوات مع مرض الفشل الكلوي، طريحَ الفراشِ رحل عنّا صباح اليوم الشّاعر الشّاوي : “بْزَّالا صالح”. ابن “ثاغيت” القريبة من بلدية إيغاسيرن (غسيرة) الواقعة على الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين “هباثنت” (باتنا) وبسكرث (بسكرة) والتابعة إدارياً لدائرة “هكوكث” (تكوت) جنوب مدينة باتنا، كان واحدا من أوائل ناشطي الحراك الآمازيغي في بلاد إيشاويّن، الشاعر وكاتب الكلمات المخضرم والإعلامي في إذاعة “هباثنت” الجهوية كان دائما رجل الصفوف الأولى دفاعا عن اللغة والهوية الآمازيغية الشاوية. مهمّشا من قبل السلطات رغم سنوات من العطاء اللامنقطع للثقافة، بذلها في سبيل الثقافة الوطنية ضدّا للاستلاب، عانى “عمّي صالح” لسنوات وحيدا لا تؤنسه إلّا زيارات نشطاء الحراك الآمازيغي إيشاويّن الذين كانوا يدقّون بابه بين الفينة والأخرى مطمئنين على حاله ومتضامنين معه في بيته بـ”نقاوس”.
رغم الضعف والمرض، مستندا على صديقين اعتلى “صالح بزالّا” منصّة حفل الترحيب بأسطورة الأغنية الشاويّة “ديهيا”، بمسرح “هباثنت” وألقى كلمة كانت آخر ظهور له .. “يمضران وفلو” (انقلب الحال) كانت آخر قصيدة له، ليعود إلى منزله مرّة أخرى ويغيب عنّا إلى الأبد.
يتقدّم فريق “إينوميدن.كوم” بخالص التعازي إلى عائلته وأحبته، وكلّ نشطاء الحراك الآمازيغي بآوراس آمقران، ويقف وقفة عرفان للناشط والفنان الذي استحقّ وصف “مناضل” بكلّ جدارة.
فريق التحرير