في قلب بلاد إيشاويّن، بولاية “خنشلة” التي يجاوز تعداد سكّانها 400 ألف نسمة قرابة 95 % منهم، ناطقون بالآمازيغية في متغيّرة “تشاويث”، تمارس ابنة “زوي” الأستاذة “حرّاث سميّة” المعروفة وسط الحراك الآمازيغي في آوراس آمقران بـ”ماسّا سميّة” (السيّدة سمية) مهنة المتاعب الحقيقية، فتقطع أكثر من 70 كلم يوميا، ذهابا وإيابا بين مدينتها، ومدينة “لحامّا” (الحامة) التي تعمل بها كأستاذة للغة الآمازيغية.
في ولاية ناطقة بالآمازيغية، كان من المفروض أن تكون المهمّة سهلة نسبيا، لكنّ الأمر كما تروي الأستاذة سميّة” “ليس بتلك السهولة” فقط أصبحت مهمّتها : قضيّة أكثر منها مهنة؛ إلى جانب المسؤولية الأخلاقية التي يحملها الأستاذ كونه مربيّا ومشكّلا لعقول الناشئة، يتحمّل أستاذ “اللغة” الآمازيغية عبئا آخر، ذا وزن أخلاقي وأدبي ثقيل جدّا، هو “القضية الآمازيغية” بمختلف جوانبها من لغة وهويّة وثقافة وتاريخ وحراك، ويلعب فيها أكثر الأدوار أهميّة على الإطلاق؛ دورَ “حفظ اللغة الآمازيغية من الزوال”.
تفتح الأستاذة “حرّاث سميّة” قلبها لي في هذه المقابلة، في حوار طويل، تسلّط خلاله الضوء على كثير من الحقائق حول تعليم الآمازيغية؛ العوائق أمام تعميمها، المشاكل التقنية، والصعوبات التي تواجه أستاذ اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن.
من هي “سميّة حرّاث” أو بالأحرى ماسّا سميّة؟
سميّة حرّاث: أحبّ أن ألقّب بـ”ماسّا سميّة” لأنه ما يناديني به تلاميذي (تضحك)، أنا أستاذة لغة آمازيغية بمتوسّطة “بلّفضل بايزيد” بالحامة، ولاية خنشلة منذ أكثر من 5 سنوات؛ خرّيجة جامعة بجاية، في اختصاص “لغة وثقافة آمازيغية”.
كيف اخترتِ اختصاص اللغة والثقافة الآمازيغية في الجامعة؟
سميّة حرّاث: كوني ابنة مدينة “زوي” وولاية خنشلة وهي منطقة معروفة لدى العام والخاص بكون أهلها شاويّة ناطقين بالشّاوية، ومتشبّثين بانتمائهم الشّاوي الآمازيغي، كان من الطّبيعي جدّا أن أختار اختصاص “اللغة والثقافة الآمازيغية” في الجامعة، رغم أنّ ذلك أجبرني على السفر والبقاء بعيدا عن بيتي وعائلتي لفترات طويلة، ولكنّ الدراسة كانت مشوّقة وممتعة في الحقيقة، فقد تعرّفت بصراحة على وجه آخر لثقافتي لم أكن اعرفه، وذلك ما سهّل مهمّتي خلال سنوات الدراسة الأربعة.
تزاولين مهنة التدريس منذ أكثر من خمس سنوات، ما الذي دفعكِ أصلا؟
سمية حراث: تدريس اللغة الآمازيغية كان هدفي يوم اخترت اختصاص “اللغة والثقافة الآمازيغية” بالجامعة، والدافع وراء ذلك قصّة؛ كنت أدرس بمستوى الأولى ثانوي، عندما تمّ توزيع استمارات الخيار المتعلقة باللغة الآمازيغية في ثانويّتي، وتجنّدت الإدارة بعض الأساتذة لإقناعنا وإقناع أولياء أمورنا برفض تدريس اللغة الآمازيغية، وفعلا تمّ ذلك واخترت ألّا أدرسها، كنت شابة وساذجة ولم أدرك ما كنت أفعل. خلال سنتي النهائية بالثانوية، أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته، وندمت أيّما ندم. ظلّت تلك الحادثة عالقة بذهني لأشهر، وفكّرت كثيرا فيها. ما معنى أن أكون “غير معنيّة” بلغتي التي لا أتكلّم غيرها؟ من السّخيف حقّا أن يجتنب آمازيغيّون دراسة لغتهم، بل الأسخف أن يعاديها البعض، وينكرو هويّة هذه الأرض، ليس جديرا بالعيش على أرض من يتنكّر لهويّتها. ولغتها وتاريخها وثقافتها العريقة، تلك خيانة والتاريخ كما عوّدنا سيخلّد أسامي الخونة كما خلّد اسم “بوخوس” الذي خان “يوغرتن” وسيلعنهم، كما نلعن اليوم “الڨُومية” خونة الثورة التحريرية… لهذا قرّرت عند حصولي على شهادة الباكالوريا، أن أساهم في محي عبارة “غير معني” باللغة الآمازيغية في المستقبل.
أنتِ آخر أساتذة اللغة الآمازيغية بالأحرى الأستاذة الوحيدة بولاية خنشلة، أليس ذلك غريبا؟
سميّة حرّاث: حقيقة وضع تعليم اللغة في بلاد إيشاويّن بأسرها لا يسرّ، ولا أحد يتحرّك بجديّة لتغيير ذلك للأسف. أما في ولاية خنشلة، فلست الوحيدة بالضّبط، هناك كذلك أستاذ في اللغة الآمازيغية استُخلِفَ في نفس المتوسّطة التي أدرّس بها، منذ شهرين، لكن في المقابل تمّ توقيف تدريس اللغة الأمازيغية في ثانوية بنفس المدينة، لقد أخبرني بعض التلاميذ الذين كنت أدرّسهم أنهم يريدون مواصلة دراستها في الثانوية كذلك، واعتقدو أن غياب الأستاذ هو سبب توقيف مسار تدريس اللغة الآمازيغية في الثانوية، لكنّ الأمر في الواقع هو أنّ الإدارة في تلك المؤسسة امتنعت عن تقديم استمارات الخيار وقامت بتقليص عدد التلاميذ المعنيين تدريجيا، وأخيرا عرض على أستاذ اللغة الآمازيغية الخيار بين منصب إداري أو البطالة، وما كان منه إلّا أن اختار المنصب الإداري.
أعلم أنّ الشأن ليس بالسّهل، خاصّة في غياب الدور الرقابي للمجتمع المدني، والإرادة الحقيقية للإدارة في تعميم تدريسها. الأمر مؤسف حقيقة، ففي ولاية خنشلة ببلدياتها الـ 21 يتم تدريس اللغة الآمازيغية فقط في الحامة، مع أنّ أغلبية ساحقة لسكان ولاية خنشلة إيشاويّن ناطقون بالشاويّة.
أنت في منصب أستاذة لغة آمازيغية منذ خمس سنوات، ولا تزالين بصفة “الاستخلاف” كما سمعت، هل هذا صحيح؟
سمية حرّاث: للأسف ذلك صحيح، رغم أنّي في المنصب منذ سنة 2010 إلّا أنني لا أزال بصفة الاستخلاف، وأحد الأسباب عدم وجود مفتّش للغة الآمازيغية بولاية خنشلة كلّها، هناك نوع من المماطلة في هذا الأمر وتمّ تأجيل ترسيمي إلى أجل غير مسمّى، اتصّلت بمديرية التربية لولاية خنشلة، وراسلت وزارة التربية والتقيت بالأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في أكثر من مناسبة، ووعدني شخصيّا بأنه سـ”يزور المؤسسة رفقة ممثّلين من وزارة التربية للنظر في ظروف تدريس ثمازيغت”، كان هذا سنة 2013، ولحدّ الآن لا زلت أنتظر، وأعلم أنّ الأمر لا طائل منه. تلقّيت وعودا بتسوية وضعيّتي لكنّها تبقى وعودا أنتظر تحقيقها. وستستمر هذه الوضعية معي ومع غيري من أساتذة اللغة الآمازيغية، مادامت وضعيّة المادة غير مسوّاة، ولا يزال تعميمها محظ خرافة ودعاية إعلامية تستعملها الإدارات والمؤسسات الحكومية لتهدئة الأوضاع وتأجيل المحتوم.
بالنسبة لتعميم تعليم اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن، ألا تظنّين أن قلّة الأساتذة هي أحد الأسباب في تأجيل ذلك؟
سميّة حرّاث: لا! هذا ليس بسبب على الإطلاق، فخرّيجو اللغة الآمازيغية من أبناء المنطقة كثيرون، والآن بوجود قسم للّغة والثقافة الآمازيغية بجامعة باتنة، يدرس بها المئات، فقد أصبح هذا السبب “حجّة واهية” للتغطية على الأسباب الحقيقة لعدم تعميم تعليم اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن. وحتّى في حال كان غياب الأساتذة هو الإشكال، فإنّ ذلك سببه تقصير مديريات التربية التي لا تفتح مناصب لتعليم اللغة الآمازيغية عند إعداد خطط إحصاء المناصب الشّاغرة، وبالتّالي فإن مناصب اللغة الآمازيغية لا تندرج أصلا في المسابقات، وهو أساس العجز.
لكنّ تعليم اللغة الآمازيغية مرتبط إداريا بشرط “الطلب الاجتماعي”، وفي غيابه لا تدرج الإدارة مناصب اللغة الآمازيغية، أليس ذلك هو السّبب الحقيقي : رفض المواطنين لها؟
سميّة حرّاث: شرط “الطلب الاجتماعي” في حدّ ذاته عائق أمام تعليم اللغة الآمازيغية، إذ كيف يمكن أن يكون عليها طلب اجتماعي بينما تمارس وسائل إعلام من الوزن الثقيل حملات تشويه ممنهجة ضدّ اللغة والهوية الآمازيغية، حتى أصبح البعض يظنّون أنّ هذه اللغة الآمازيغية لغة صنعت البارحة وليست لغتهم، وأن من يقول كلمة “آمازيغية” فهو عميل وخائن… الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية بصراحة تمنع هذه الأطراف من نشر بذور الفتنة وتوقفها عند حدّها، لو عوقب أولئك الذين يتحدّون الدستور الجزائري ويصفون الآمازيغية بالفتنة واللغة الآمازيغية باللهجة، مع أنّ الأولى مكوّن هويّاتي بمقتضى الدستور الجزائري والأخيرة “لغة وطنية” كما تنصّ المادة الثانية في الدستور الجزائري، لما تجرأ أحد على فعل ذلك مرّة أخرى، ونفس الشيء ينطبق على وسائل الإعلام، وعلى بعض المسؤولين والأفراد الذين يستغلّون نفوذهم لمحاربتها بكلّ ما أوتو من سلطة إرضاءا لإيديولوجياتهم الاستلابية إلى المشرق خاصّة.
وحتى إن خرجنا من شرط “الطّلب الاجتماعي” ندخل شرط الاختيارية، ثم الإدارة والبيروقراطية والمناصب الشّاغرة والمتغيرّة ووو … إنّها حلقة مفرغة وضعت فيها اللغة الآمازيغية عن عمد، وهي دلالة واضحة على غياب الإرادة السياسية لتعميم تعليمها في بلاد إيشاويّن ودزاير بأكملها، هذا هو العائق الحقيقي.
وما هي في رأيك الأسباب الحقيقة لعدم تعميم تعليم اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن حتى الآن؟
سميّة حرّاث: الأسباب كثيرة ومتعددة كما قلت ولا يسعني المقام هنا ذكرها، لكنّ بعضا منها؛ الاختيارية التي لا تزال عائقا أمام عملية التعميم، فالتلاميذ لا يريدون مادة أخرى تشكّل عليهم “عبئا” كما يرون، ولو وضعت موادّ أخرى كاللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية محلّ الآمازيغية ومنح التلاميذ الخيار لاختارو عدم دراستها. لقد أصبحت الدراسة أشبه بالعبء على تلاميذنا والمدارس أشبه بالسجون، ولذلك فإنهم يفرحون جدّا لغياب أستاذ أو إضراب أو ندوة أو عيد أو عطلة… وذلك طبيعي جدّا من قبل التلاميذ. كما أنّ الأولياء لا يزالون إلى اليوم يعتقدون بأنّ “اللغة الأمازيغية” لا تفيد أبناءهم في شيء، والسبب يرجع إلى عدم قيام كثير من الأطراف بالدور المنوط بها، من تحسيس بأهميّتها. ناهيك عن عدم قيام الإدارات بدورها الحقيقي، فأغلبية المؤسسات التعليمية في بلاد إيشاويّن لا تقوم باستبيان تعليم اللغة الآمازيغية في بداية السنة الدراسية مع أنّ ذلك إلزامي، ويتمّ رفض تعليمها من قبل الإدارات بطريقة آلية، دون اتّخاذ الإجراءات، وهذه مخالفة يجبّ معاقبتها، لكن، من يعاقب من؟
هل تقولين أنّ الإدارة هي المسؤول عن الحالة المزرية التي آل إليها تعليم اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن؟
سميّة حرّاث: ليست الإدارة وحدها هي المسؤولة، يقع عليها الشّطر الأكبر، هذا أكيد لكنّ الكلّ مسؤول بدءا بغياب الإرادة السياسية الحقيقية، وانتهاءا بغياب المجتمع المدني في هذا السياق. لا أحد يؤدّي واجبه في المسألة، وحتّى وسائل الإعلام مسؤولة، فبعضها (وهي كثيرة) تتناول مسألة اللغة الآمازيغية كأنها لغة أجنبية ما، أو مسألة جهوية، وتتناسى أنّها كغيرها من الموادّ التعليمية، يجبُ أن تعمم على كافة القطر الجزائري، من أجل تنشئة أجيال تؤمن حقّا بهويّتها وانتمائها لهذه الأرض.
عن تعميم تعليم اللغة الآمازيغية على المستوى الوطني، البعض يرى أن اللغة الآمازيغية لا يجب أن تعمّم وتفرض على الجميع، وأنّ المعنيين بها فقط الساكنون بالمناطق ذات الأغلبية الناطقة بالآمازيغة، ما رأيك؟
سميّة حرّاث: اللغة الآمازيغية ليست مسألة جهوية، فالدّستور الجزائري واضح في هذه النقطة، وقد وصفها باللغة “الوطنية” .. وطنية، وليست جهويّة. القائلون بأن الآمازيغية مسألة جهويّة يهدّدون لحمة المجتمع الدزيري، ويتلاعبون بعواطف المواطنين ويستفزّون الناطقين بالآمازيغية ويكرّسون الفرقة بينهم وبين الناطقين بالدارجة، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله.
ماذا عن التلاميذ الذين يدرسون اللغة الآمازيغية، هل كلّهم ناطقون بها؟
سميّة حرّاث: في الأقسام التي أدرّسها والأقسام التي سبق ودرّستها، هناك نسبة لا بأس بها من غير الناطقين بالآمازيغية، بل ومنهم متفوّقون في دراستها. خلال حفل استقبال الفنانة “ديهيا” رائدة الأغنية الشاوية العصرية في خنشلة، أصرّت تلميذتي “أنس إشراق شريف” وهي أصلا من ولاية واد سوف وليست ناطقة بالآمازيغية، على الحضور وصعود المنصّة وغنّت بالشّاوية أغنية الملكة “أكرد آيلّي” بكلّ طلاقة، وأثارت إعجاب الجميع واستغراب البعض، وذلك في الحقيقة ليس بالغريب، فالأمر لا يختلف عن دراسة أيّ لغة، كالإنجليزية أو الفرنسية أو العربية أو الصينية. كما تعلّمت أنا العربية في المدرسة لأنّي لم أكن أتكلّم العربية حتى دخلت المدرسة، يتعلّمون هم الآمازيغية، نعم قد تكون المهمّة أسهل على أولئك الذين يتحدّثونها في حياتهم اليومية وفي بيوتهم، لكنّ المسألة في النهاية مسألة قدرات وذكاء ووسائل بيداغوجية.
ماذا عن الوسائل البيداغوجية، هل توجدُ كتب مدرسية بالشاوية؟
سميّة حرّاث: في المرحلة الحالية، يتمّ تدريس اللغة الآمازيغية في كلّ منطقة بالمتغيّرة السائدة فيها، لكن الكتب المدرسية للأسف لحد الآن، تصدر فقط بمتغيّرة “ثاقبايليث” بالحرف اللاتيني، وهو ما أعتبره تقصيرا من قبل الجهات الوصيّة والجهات المعنية بالمسألة.
كيف تتكيّفين مع الوضع، دون كتب مدرسية؟
سميّة حرّاث: تعليم الآمازيغية مهمّة أخلاقية وهويّاتية قبل أن تكون منصب عمل، لذا فإن علينا أن نتكيّف مع الوضع ونمارس مهامنا حتّى في غياب الوسائل. الدروس يتم تقديمها بمتغيرة “تاشاويث” وغالبا أقوم بما يقوم به أغلبية الأساتذة في بلاد إيشاويّن، أترجم النصوص والدروس إلى تاشاويث، وأستعين بنصوص بعض الشعراء والكتّاب من إيشاويّن لتقديم دروسي.
إضافة إلى غياب الوسائل البيداغوجية كالكتاب المدرسي، ومشكلة الاختيارية؛ ماهي الصعوبات التي يواجهها أستاذ اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن؟
سميّة حرّاث: أستاذ اللغة الآمازيغية للأسف عرضة لدعايات مغرضة من قبل وسائل إعلام ثقيلة وأشخاص ذويي إيديولوجيات استلابية تفتح لهم شتّى المنابر للترويج لخطابات محرّضة على الهوية الآمازيغية، وهم لارتباطهم بها، يتمّ توجيه أصابع الاتهام لهم بكثير من الدعايات الكاذبة وهو ما يؤثّر على عملهم، هناك حالات أساتذة تعرّضو لحملات تشويه وتمّ توقيف مسارهم وأحيلو إمّا على البطالة أو على مناصب إدارية بسبب تلك المنابر. كما يعانون بكلّ تأكيد من استغلال بعض المسؤولين لنفوذهم من أجل عرقلة عملهم وتوقيف مسارهم، إرضاءا لإيديولوجيات استلابية، وهو ما حصل في حالات كثيرة…
أخيرا؛ هل أنت متفائلة لمستقبل تعليم اللغة الآمازيغية في بلاد إيشاويّن؟
سميّة حرّاث: القضية ليست قضية تفاؤل أو تشاؤم، بل قضيّة عملٍ يشترك فيه الجميع، أساتذة ونشطاء جمعويين ومسؤولين وأكاديميين ونخب سياسية. تعليم الآمازيغية يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تقنّن المسألة وتردعُ المخالفين بيد من حديد، وتمنح الأساتذة حقوقهم، وتحسّس المواطنين بأنّها لغة وطنية (نتمنّى ترسيمها عن قريب)، وتغيّر المفاهيم بشكل مناسب. وهذا لن يكون إلّا إن تكافلت الجهود من أجل العمل أوّلا وقبل كلّ شيء على توعية المواطن والمطالبة بذلك من قبل المجتمع المدني لأنّه العمود الفقري لأيّ قضيّة وضمير المجتمع الذي يجب أن يستفيق من سباته.