المتصفح لكتب التاريخ العربية القديمة يفهم أن المقصود بظهور النار في جبل هو ثوران بركان، فلا يجد لكلمة بركان أثرا في المعاجم القديمة، في اللغة الفرنسية يجمع المعجميون على استعارة الكلمة من الإسبانية التي أخذتها من العربية التي استعارتها من الصقليين، ولا يحسمون في معناها الأصلي ولا في أصلها، بين من يقول بأن مصدرها اسم جزيرة أو أرخبيل أو أنه من اللاتينية من اسم إله النار الروماني.
يظهر أن كلمة بركان توحدت فيها لغات كثيرة مع تغييرات تقتضيها اختلافات البناء والحروف، وهو ما يفسر تحويل حرف v إلى باء في العربية ولكنه لا يفسر تحويل L إلى راء.
في الأمازيغية نجد ترجمة بركان هي aburkan وتجمع على iburkanen، في تفضيل للأخذ عن العربية.
باب أو بو في الأمازيغية تفيد معنى ذو أو صاحب، أمثلة:
باب وّالّون أو بو والّون ضارب الدف.
بوبجّي، بجّي تصغير للأذن فيكون المعنى هو نفسه للكلمة الدارجة بو ودينة، أي من أذنه صغيرة، أو من يؤثر في سلوكه الوشاة، أو من يتتبع أخبار الناس أو يتجسس عليهم…
تيرجت تعني الجمرة وتجمع على تيرجين ويبدل في متغيرات أخرى الجيم بجيم مصرية، تيرگت وتجمع على تيرگين، فتكون كلمة إيرگان إحدى جمع مذكرها.
تيرجت أو جّمرا بالدارجة لا تزال تطلق التسمية على الصواعق بتعابير مختلفة:
- عندما تصيب الأرض، نقول: طاحت جّمرا، أي سقطت الجمرة.
- عندما تصيب شجرة، قاستها جّمرا، أي أصابتها الجمرة.
- عندما تصيب شخصا، نقول: ضرباتو جّمرا أي يتبعها فعل الضرب الإرادي من جانب قوة أخرى كعقاب أو أقلها قدرا.
مع اختلاف اللغويين في أصل الاشتقاق اللغوي لاسم الإله، يمكن طرح احتمال أن يكون الاسم من بويرگان ذو الجمرات أو سيدها، فيكون اسم إله للصواعق والبراكين.
يبقى الطرح أعلاه مجرد فرضية تحتاج إلى ما يدعمها، لكن يبدو من الأصلح جعل ترجمة بركان، كلمة بويرگان أو أبورگان فتكون الكلمة أمازيغية أصلا أو مصادفة وليست ممزغة أو دخيلة.
الهاشمي وفيق-المغرب