بعد أن تحدثنا في المقال السابق حول طغيان و تجبُّر القايد “الهاشمي بن بوضياف” , نذكر في هذا المقال بعضاً من شكاوي الأوراسيين ضد القايد ” بن عباس” أمام لجنة التحقيق التي شكلها الفرنسيون على خلفية “ثورة بوهقنّوشت 1879 ” .
كان بن عباس قايدا على عرش آيث عبذي و عُرف بالمُجون رغم تقدمه في السن . ففي إفادة لأحد المهندسين إسمه “اوفارن” يعمل بمنجم الزئبق في تاغيث ن سيدي بلخير قال أن سبب إنتفاضة آيث عبذي هو طغيان القايد بن عباس و تسطله و أنه كان يحتكر المياه و يترك حقول الفلاحين عرضة للعطش , و يضيف المهندس الفرنسي أن القايد بن عباس كان لديه حرم يضم 24 إمرأة بين زوجة و حظية .
و بتاريخ 31 جويلية قامت مجموعة من آيث عبذي بتقديم شكوى أمام لجنة التحقيق بإيغزر نثاقا أمام مكتب المحقق فينيار Vignard , ضد القايد “بن عباس” بسبب فجوره و فساد أخلاقه و خاصة ما تعلق بالنساء .
أحد الشهود من “الزمول” * قال أن القايد بن عباس “كان أكبر فاجر في العالم ” و أنه كان يملك 300 خليلة في جميع الأعراش و كان يطلب أي شابة تعجبه ” .
أما رجل آخر إسمه مخلوف بن ساسي فقد صرّح أمام لجنة التحقيق أن القايد بن عباس ” كان له خدم يبحثون له عن أجمل النساء , و عندما يعثرون عن فتاة جميلة يختطفونها عنوة من أهلها و يأخذونها للقايد الذي يحتفظ بها أسبوعاً أو إثنين ” .
ومما زاد من تفاقم الأمور إطلاقه العنان لإبنه “سي لحسن ” و ممثله في باتنة ” سي دعّاس” الذين كانا يرتكبان تجاوزات جسيمة عند تحصيل الضرائب وهو الأمر الذي كلفهما حياتهما , فعند بداية إنتفاضة 1879 قتلهما الثوار في نواحي إيغزر نثاقا .
يقول المؤرخ عبد الحميد زوزو أن القايد بن عباس كان يتشبه بأحمد باي الذي سكن منعة لمدة , والذي كان يعيش على طريقة بايات قسنطينة محاطا بخدم و حشم و جواري كثر .
يوغرطا حنّاشي
*الزمول : عبارة عن خليط من العشائر وبعض الزنوج استقدموا إلي المنطقة من طرف الأتراك لكي يحرصوا الممرات الجبلية و يعملوا في جباية الضرائب مع القبايل المخزنية . عندما جاء الفرنسيون لم يغيروا في التنظيم التركي و إستعملوا “الزمول” في نفس المهام .
المراجع :
-A.O.M.2H33 commission d’enquête sur les troubles des Aurès – L’Aurès au temps de la France coloniale : évolution politique, économique et sociale (1837-1939) / Abdelhamid Zouzou.