بكل فرح وسرور وغبطه أعلن رئيس بلدية خنشلة من عرينه الفايسبوكي عن المشاريع الضخمة التي ثمّنها وزير داخلية الدولة الدزيرية بمناسبة زيارته المباركة لولاية خنشلة المجاهدة الشامخة شموخ جبال الأوراس الأشم.
الأوراس الأشم الذي “ضْرْب فيها رفعة شمة” احتفالا بهذه المناسبة المجيدة ليستقبل ضيوفه المرافقين للوزير بوجه حسن بشوش مبتسم، يجعله من “ذوي الحقوق”؛ حقوق الصدقة الشرعية والغير الشرعية “الوطنية” التي يتسوّلها منذ نصف قرن، بل إنّ الأشمّ أعيى نفسه حتّى واستحمّ بعد سنين طوال عجاف جعلت من “الكُعَّالاَتِ”* علامة من علاماته المميزة.
الإعلان الأسطوري كان عن زيارة الوزير “الناس ملاح” للمنطقة الصناعية بطريق “بغاي” والوقوف على القطبيين الصناعيين، لؤلؤتي ولاية خنشلة، ديترويت الجزائر وفخر الصناعات البهيمية الدرزية .. دون إطناب، الإعلان كان كالآتي؛ الوزير، الوالي، والمنتخبون زاروا ووقفوا على السير الحسن للقطب الصناعي المجرّي، لمصنع تكرير الألمنيوم ومصنع صناعة الزجاجات البلاستيكية وأغطيتها أي “القرعة والبوشون”، والأحذية البلاستيكية الشهيرة بـ”التيتينة” أو “السُّولِي تْفُوح”** أو “سُوپَر فُوح” (النتانة الخارقة) نظرا للرائحة العطرة التي ينشرها في الأجواء المحيطة، وذلك حتى قبل أن تنزعه وهذا بدون الحديث عن الأضرار الصحية التي يسببها ولا أظنّني أبالغ إذا قلت أنّه “محظور” لبسه والاقتراب منه أو لمسه ولو كان ملقى على الأرض، ويعتبر ذلك جنحة في الدول المتقدمة.
الأوراس الأشم بعد أن “شمَّ البُوشُونَ”*** le bouchon؛ أفاق وتساءل فجأة عن معنى ازدهار صناعة “السولي تفوح” على أراضيه بينما تزدهر صناعة السيارات في غيره من أراضي الميعاد الدزيرية، وتتفوّق صناعة البوشون فيه بينما يتفوّق غيره في نفس “الوطن” في صناعة كلّ شيء آخر، حتّى المايونيز…
الإجابة كانت مذهبة للسكرة المنشودة، لأنها أكدت له أن أبناءه هم “أبناء البطة السوداء”، كتِب عليهم، كما كتب على الذين من قبلهم، انتعال حِذاء “الميزيرية”**** هذا، إلى يوم الدين. وأنهم -بغرابة- رغم هذه الحقيقة المحزنة، فرحون بل يهلّلون لإنتاج رمز “الميزيرية” بأنفسهم، وليسوا بحاجة بعد اليوم، لصدقات أحد عليهم به.
هذا الركن ساخر، وغير موضوعي، ولكنّه يتناول مواضيع حقيقيّة وواقعية في بلاد إيشاويّن، يكتبه لكم كل أسبوع حصريّا على موقع إينوميدن.كوم صديق الأطفال والمسؤولين : الأستاذ الدكتور: “م. بغبوصي” كاتب ناقد ومفكّر أرستقراطي وطني مجاهد ومهاجر مستقر في الأوراس الأشم.
*الكعالات، أو تيكعّالين مصطلح يستعمل لوصف الزوائد المعلّقة بقوائم الماعز.
**السُّولِي تْفُوح: مصطلح مركّب من كلمتين، السولي: تعريب مبرح لكلمة Soulier و”تفوح” كناية عن النتانة القوية الصادرة منه.
***شمّ البوشون: عبارة محلية كناية عن حالة من شرب القليل من الخمر وأصبح يتمايل من السكر.
****الميزيرية: تعريب مبرح لكلمة la misère