إنّ ثورة الفاتح من نوفمبر، تحت حماية جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني، هي التعبير عن إرادة شعبية لا تقاوم من أجل الحرية والاستقلال.
إنّ الشعب الجزائري يعود إلى حمل السلاح من جديد لطرد المحتل الامبريالي، لكي يهب نفسه جمهورية ديمقراطية واجتماعية كشكل للحكم، من أجل نظام اشتراكي يتضمن على الخصوص اصلاحات زراعية عميقة وثورية، من أجل حياة معنوية ومادية لائقة، من أجل السلام في المغرب (المقصود هنا شمال افريقيا).
إنّ الشعب الجزائري مُصر تمام الاصرار، بحكم خيبات أمله القاسية وتجاربه الماضية، على التخلص نهائيا من عبادة الأشخاص والميصالية هي أحد الأشكال الأكثر بدائية، الأكثر رجعية، الأكثر انحطاطا لهذه العباة.
إنّ الشعب الجزائري مصر على أن يجعل من الادارة الجماعية، في إطار مركزية ديمقراطية، القانون الذي سيسيّر من الآن وصاعدا كل واحد منّا وجميعنا في إطار النظام وأن يجعل من جبهة التحرير الوطني الأداة التي ستوثّق رباط وحدة الأمة الجزائرية، كما هو مصر على تشييد مستقبل زاهر لكل الجزائريين والجزائريات في إطار المساواة والعدالة.
إنّ الشعب الجزائري في كفاحه التحريري الوطني والتحرري، يعوّل على الدعم الأبدي للشعوب المغاربية الشقيقة، على التضامن الفعّال للعرب، على صداقة الأفارقة والآسيويين وعلى تعاطف الشعب الفرنسي وديمقراطيّي وتقدّميّي العالم.
إنّ انتصار الشعوب المغاربية المقرّ لمساواة كل أبنائها- من دون أي تمييز باستثناء الاستحقاق- هو عامل قويّ للتوازن وللسلام في حوض البحر الأبيض المتوسّط.
إنّ هذا الانتصار سوف يسمح بإقامة تحالفات متينة مع الشعب الفرنسي على الخصوص في نضاله ضد الفاشية ومن أجل الديمقراطية، بالإضافة إلى أنّ هذا الانتصار سوف يكون جدارا منيعا ضد الامبريالية في إفريقيا.
إنّ الأمّة الجزائرية تحت الارشاد المنير لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني المجيدين ستواصل مسيرتها بخطى مظفّرة، من أجل الاستقلال الوطني، من أجل استئصال الاستعمارية الرجعية ومن أجل جعل الحريات الانسانية تنتصر في إطار المساواة والأخوة العالمية.
الترجمة من الفرنسية: محمّد وليد قرين
المصدر: جريدة المجاهد، العدد 2، جويلية 1956.
عنوان النص في اللغة الأصل: Les objectifs fondamentaux de notre révolution